قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقوله تعالى في الآية الأولى : (( وأحسنوا )) أمر بالإحسان العام في كل شيء ؛ لا سيما في النفقة المأمور بها قبل ذلك ، والإحسان فيها يكون بالبذل وعدم الإمساك ، أو بالتوسط بين التقتير والتبذير ، وهو القوام الذي أمر الله به في سورة الفرقان .
روى مسلم في صحيحه عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته ) .
وأما قوله : (( إن الله يحب المحسنين )) فهو تعليل للأمر بالإحسان ، فإنهم إذا علموا أن الإحسان موجب لمحبته ؛ سارعوا إلى امتثال الأمر به وأما قوله في الآية الثانية : (( وأقسطوا )) ؛ فهو أمر بالإقساط ، وهو العدل في الحكم بين الطائفتين المتنازعتين من المؤمنين ، وهو من قسط إذا جار ، فالهمزة فيه للسلب ، ومن أسمائه تعالى : المقسط .
وفي الآية الحث على العدل وفضله ، وأنه سبب لمحبة الله عز وجل ... " . حفظ