قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : (( بسم الله الرحمن الرحيم )) وما بعدها من الآيات ؛ فقد تضمنت إثبات اسميه الرحمن والرحيم ، وإثبات صفتي الرحمة والعلم .
وقد تقدم في تفسير (( بسم الله الرحمن الرحيم )) الكلام على هذين الاسمين ، وبيان الفرق بينهما ، وأن أولهما دال على صفة الذات والثاني دال على صفة الفعل وقد أنكرت الأشاعرة والمعتزلة صفة الرحمة بدعوى أنها في المخلوق ضعف وخور وتألم للمرحوم ، وهذا من أقبح الجهل ، فإن الرحمة إنما تكون من الأقوياء للضعفاء ، فلا تستلزم ضعفا ولا خورا ؛ بل قد تكون مع غاية العزة والقدرة ، فالإنسان القوي يرحم ولده الصغير وأبويه الكبيرين ومن هو أضعف منه ، وأين الضعف والخور وهما من أذم الصفات من الرحمة التي وصف الله نفسه بها ، وأثنى على أوليائه المتصفين بها ، وأمرهم أن يتواصوا بها ؟ ... " . حفظ