قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : (( رضي الله عنهم )) . . إلخ ؛ تضمنت هذه الآيات إثبات بعض صفات الفعل من الرضى لله ، والغضب ، واللعن ، والكره ، والسخط ، والمقت ، والأسف .
وهي عند أهل الحق صفات حقيقية لله عز وجل ، على ما يليق به ، ولا تشبه ما يتصف به المخلوق من ذلك ، ولا يلزم منها ما يلزم في المخلوق .
فلا حجة للأشاعرة والمعتزلة على نفيها ، ولكنهم ظنوا أن اتصاف الله عز وجل بها يلزمه أن تكون هذه الصفات فيه على نحو ما هي في المخلوق ، وهذا الظن الذي ظنوه في ربهم أرداهم فأوقعهم في حمأة النفي والتعطيل .
والأشاعرة يرجعون هذه الصفات كلها إلى الإرادة ؛ كما علمت سابقا ، فالرضا عندهم إرادة الثواب ، والغضب والسخط ... إلخ إرادة العقاب وأما المعتزلة ؛ فيرجعونها إلى نفس الثواب والعقاب .
وقوله سبحانه : (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) إخبار عما يكون بينه وبين أوليائه من تبادل الرضا والمحبة .
أما رضاه عنهم ؛ فهو أعظم وأجل من كل ما أعطوا من النعيم ؛ كما قال سبحانه : (( ورضوان من الله أكبر )) . وأما رضاهم عنه ؛ فهو رضا كل منهم بمنزلته مهما كانت ، وسروره بها ؛ حتى يظن أنه لم يؤت أحد خيرا مما أوتي ، وذلك في الجنة ... " . حفظ