قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ....قوله : (( واصبر لحكم ربك )) ... إلخ ؛ في هذه الآيات الثلاث يثبت الله سبحانه لنفسه عينا يرى بها جميع المرئيات ، وهي صفة حقيقية لله عز وجل على ما يليق به ، فلا يقتضي إثباتها كونها جارحة مركبة من شحم وعصب وغيرهما . وتفسير المعطلة لها بالرؤية أو بالحفظ والرعاية نفي وتعطيل .وأما إفرادها في بعض النصوص وجمعها في البعض الآخر ؛ فلا حجة لهم فيه على نفيها ؛ فإن لغة العرب تتسع لذلك ، فقد يعبر فيها عن الاثنين بلفظ الجمع ، ويقوم فيها الواحد مقام الاثنين كما قدمنا في اليدين . على أنه لا يمكن استعمال لفظ العين في شيء من هذه المعاني التي ذكروها إلا بالنسبة لمن له عين حقيقية . فهل يريد هؤلاء المعطلة أن يقولوا : إن الله يتمدح بما ليس فيه ، فيثبت لنفسه عينا وهو عاطل عنها ؟ ! وهل يريدون أن يقولوا : إن رؤيته للأشياء لا تقع بصفة خاصة بها ؛ بل هو يراها بذاته كلها كما تقول المعتزلة : إنه قادر بذاته ، مريد بذاته . . إلخ ؟ ! وفي الآية الأولى يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر لحكمه ، والاحتمال لما يلقاه من أذى قومه ، ويعلل ذلك الأمر بأنه بمرأى منه ، وفي كلاءته وحفظه وفي الآية الثانية يخبر الله عز وجل عن نبيه نوح عليه السلام أنه لما كذبه قومه ، وحقت عليهم كلمة العذاب ، وأخذهم الله بالطوفان ؛ حمله هو ومن معه من المؤمنين على سفينة ذات ألواح عظيمة من الخشب ودسر ؛ أي : مسامير ، جمع دسار ، تشد بها الألواح ، وأنها كانت تجري بعين الله وحراسته وفي الآية الثالثة خطاب من الله لنبيه موسى عليه السلام بأنه ألقى عليه محبة منه ؛ يعني : أحبه هو سبحانه وحببه إلى خلقه ، وأنه صنعه على عينه ، ورباه تربية استعد بها للقيام بما حمله من رسالة إلى فرعون وقومه ... " . . حفظ