قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله تعالى : (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ؛ فقد نزلت في شأن عبد الله بن أبي ابن سلول رئيس المنافقين ، وكان في بعض الغزوات قد أقسم ليخرجن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه من المدينة ، فنزل قوله تعالى : (( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )) ؛ يقصد بالأعز قبحه الله نفسه وأصحابه ، ويقصد بالأذل رسول الله ومن معه من المؤمنين ، فرد الله عز وجل عليه بقوله : (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون )) . والعزة صفة أثبتها الله عز وجل لنفسه ؛ قال تعالى : (( وهو العزيز الحكيم )) وأقسم بها سبحانه ؛ كما في حديث الشفاعة : ( وعزتي وكبريائي وعظمتي ؛ لأخرجن منها من قال : لا إله إلا الله ) . وأخبر عن إبليس أنه قال : (( فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )) وقال : (( وكان الله قويا عزيزا )) . وفي صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة : " بينما أيوب عليه السلام يغتسل عريانا خر عليه جراد من ذهب ، فجعل يحثي في ثوبه ، فناداه ربه : يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال : بلى ؛ وعزتك ، ولكن لا غنى لي عن بركتك " . وقد جاء في حديث الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمن كان به وجع : ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) . والعزة تأتي بمعنى الغلبة والقهر ؛ من عز يعز بضم العين في المضارع يقال : عزه ؛ إذا غلبه . وتأتي بمعنى القوة والصلابة ؛ من عز يعز بفتحها ، ومنه أرض عزاز ؛ للصلبة الشديدة . وتأتي بمعنى علو القدر والامتناع عن الأعداء ؛ من : عز يعز - بكسرها - وهذه المعاني كلها ثابتة لله عز وجل ... " . حفظ