وأما قوله : (( يسبح لله )) . . إلخ ؛ فالتسبيح هو التنزيه والإبعاد عن السوء ؛ كما تقدم . ولا شك أن جميع الأشياء في السماوات وفي الأرض تسبح بحمد ربها ، وتشهد له بكمال العلم والقدرة والعزة والحكمة والتدبير والرحمة ؛ قال تعالى : (( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) .
وقد اختلف في تسبيح الجمادات التي لا تنطق ؛ هل هو بلسان الحال أو بلسان المقال ؟ وعندي أن الثاني أرجح ؛ بدليل قوله تعالى : (( ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) ؛ إذ لو كان المراد تسبيحها بلسان الحال ؛ لكان ذلك معلوما ، فلا يصح الاستدراك .
وقد قال تعالى خبرا عن داود عليه السلام : (( إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب )) ... " . حفظ