تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما قوله تعالى : (( تبارك الذي )) ... إلخ ؛ فقد قلنا : إن معنى (( تبارك )) من البركة ؛ وهي دوام الخير وكثرته ، ولكن لا يلزم من تلك الزيادة سبق النقص ، فإن المراد تجدد الكمالات الاختيارية التابعة لمشيئته وقدرته ، فإنها تتجدد في ذاته على وفق حكمته ، فالخلو عنها قبل اقتضاء الحكمة لها لا يعتبر نقصا . وقد فسر بعضهم التبارك بالثبات وعدم التغير ، ومنه سميت البركة ؛ لثبوت مائها ، وهو بعيد . والمراد بـ ( الفرقان ) القرآن ، سمي بذلك لقوة تفرقته بين الحق والباطل والهدى والضلال . والتعبير بـ ( نزل ) بالتشديد ؛ لإفادة التدرج في النزول ، وأنه لم ينزل جملة واحدة . حفظ