تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... والمراد بـ ( الفرقان ) القرآن ، سمي بذلك لقوة تفرقته بين الحق والباطل والهدى والضلال . والتعبير بـ (( نزل )) بالتشديد ؛ لإفادة التدرج في النزول ، وأنه لم ينزل جملة واحدة . والمراد بـ (( عبده )) محمد صلى الله عليه وسلم ، والتعبير عنه بلقب العبودية للتشريف كما سبق . و (( العالمين )) ؛ جمع عالم ، وهو جمع لما يعقل ، واختلف في المراد به ، فقيل : الإنس . وقيل : الإنس والجن . وهو الصحيح ؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل إلى الجن أيضا ، وأنه يجتمع بهم ، ويقرأ عليهم القرآن ، وأن منهم نفرا أسلم حين سمع القرآن وذهب ينذر قومه به ؛ كما قال تعالى : (( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين )) . والنذير والمنذر هو من يعلم بالشيء مع التخويف ، وضده البشير أو المبشر ، وهو من يخبرك بما يسرك .... " . حفظ