قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقوله : (( الرحمن على العرش استوى )) ... إلخ ؛ هذه هي المواضع السبعة التي أخبر فيها سبحانه باستوائه على العرش ، وكلها قطعية الثبوت ؛ لأنها من كتاب الله ، فلا يملك الجهمي المعطل لها ردا ولا إنكارا ، كما أنها صريحة في بابها ، لا تحتمل تأويلا ، فإن لفظ : (( استوى )) في اللغة إذا عدي بـ (( على )) لا يمكن أن يفهم منه إلا العلو والارتفاع ، ولهذا لم تخرج تفسيرات السلف لهذا اللفظ عن أربع عبارات ؛ ذكرها العلامة ابن القيم في " النونية " ؛ حيث قال : فلهم عبارات عليها أربع *** قد حصلت للفــــــــــــارس الطعان . وهي استقر وقد علا وكذلك ار *** تفع الذي ما فيه من نكـران . وكذاك قد صعد الذي هو رابع *** وأبو عبيدة صاحب الشيباني. يختار هذا القول في تفسيره *** أدرى من الجهمــــــي بالقرآن . فأهل السنة والجماعة يؤمنون بما أخبر به سبحانه عن نفسه من أنه مستو على عرشه ، بائن من خلقه بالكيفية التي يعلمها هو جل شأنه ؛ كما قال مالك وغيره : " الاستواء معلوم ، والكيف مجهول " . وأما ما يشغب به أهل التعطيل من إيراد اللوازم الفاسدة على تقرير الاستواء ؛ فهي لا تلزمنا ؛ لأننا لا نقول بأن فوقيته على العرش كفوقية المخلوق على المخلوق ... " . حفظ