تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما ما يحاولون به صرف هذه الآيات الصريحة عن ظواهرها بالتأويلات الفاسدة التي تدل على حيرتهم واضطرابهم ؛ كتفسيرهم : (( استوى )) بـ " استولى " ، أو حملهم (( على )) على معنى " إلى " ، و (( استوى )) ؛ بمعنى : " قصد " ... إلى آخر ما نقله عنهم حامل لواء التجهم والتعطيل زاهد الكوثري ؛ فكلها تشغيب بالباطل ، وتغيير في وجه الحق لا يغني عنهم في قليل ولا كثير .
وليت شعري ! ماذا يريد هؤلاء المعطلة أن يقولوا ؟ ! أيريدون أن يقولوا : ليس في السماء رب يقصد ، ولا فوق العرش إله يعبد ؟ ! فأين يكون إذن ؟ ! ولعلهم يضحكون منا حين نسأل عنه بـ " أين " ! ونسوا أن أكمل الخلق وأعلمهم بربهم صلوات الله عليه وسلامه قد سأل عنه بـ ( أين ) حين قال للجارية : ( أين الله ؟ ) ، ورضي جوابها حين قالت : في السماء ... " . حفظ