قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله سبحانه : (( إليه يصعد الكلم الطيب )) ؛ فهو صريح أيضا في صعود أقوال العباد وأعمالهم إلى الله عز وجل ، يصعد بها الكرام الكاتبون كل يوم عقب صلاة العصر ، وعقب صلاة الفجر ؛ كما جاء في الحديث : ( فيعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم ربهم وهو أعلم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : يا ربنا ! أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون ) . وأما قوله سبحانه حكاية عن فرعون : (( يا هامان )) ... إلخ ؛ فهو دليل على أن موسى عليه السلام أخبر فرعون الطاغية بأن إلهه في السماء ، فأراد أن يتلمس الأسباب للوصول إليه تمويها على قومه ، فأمر وزيره هامان أن يبني له الصرح ، ثم عقب على ذلك بقوله : (( وإني لأظنه )) ؛ أي : موسى " كاذبا " فيما أخبر به من كون إلهه في السماء ، فمن إذا أشبه بفرعون وأقرب إليه نسبا ؛ نحن أم هؤلاء المعطلة ؟ ! إن فرعون كذب موسى في كون إلهه في السماء ، وهو نفس ما يقوله هؤلاء . قوله : (( أأمنتم )) ... إلخ ؛ هاتان الآيتان فيهما التصريح بأن الله عز وجل في السماء ، ولا يجوز حمل ذلك على أن المراد به العذاب ، أو الأمر ، أو الملك ؛ كما يفعل المعطلة ؛ لأنه قال : (( من )) ، وهي للعاقل ، وحملها على الملك إخراج اللفظ عن ظاهره بلا قرينة توجب ذلك . ولا يجوز أن يفهم من قوله : (( في السماء )) أن السماء ظرف له سبحانه ؛ بل إن أريد بالسماء هذه المعروفة ؛ ف (( في )) بمعنى على ؛ كما في قوله تعالى : (( ولأصلبنكم في جذوع النخل )) ، وإن أريد بها جهة العلو ؛ ف (( في )) على حقيقتها ؛ فإنه سبحانه في أعلى العلو ... " . حفظ