تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : (( هو الذي خلق السماوات )) . . إلخ ؛ تضمنت هذه الآية الكريمة إثبات صفة المعية له عز وجل ، وهي على نوعين :
1 - معية عامة : شاملة لجميع المخلوقات ، فهو سبحانه مع كل شيء بعلمه وقدرته وقهره وإحاطته ، لا يغيب عنه شيء ، ولا يعجزه ، وهذه المعية المذكورة في الآية .
ففي هذه الآية يخبر عن نفسه سبحانه بأنه هو وحده الذي خلق السماوات والأرض يعني : أوجدهما على تقدير وترتيب سابق في مدة ستة أيام ، ثم علا بعد ذلك وارتفع على عرشه ؛ لتدبير أمور خلقه .
وهو مع كونه فوق عرشه لا يغيب عنه شيء من العالمين العلوي والسفلي ؛ فهو (( يعلم ما يلج )) ؛ أي : يدخل في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء ، وما يعرج ؛ أي : يصعد (( فيها )) ، ولا شك أن من كان علمه وقدرته محيطين بجميع الأشياء ؛ فهو مع كل شيء ، ولذلك قال : (( وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير )) .
قوله : (( ما يكون من نجوى )) . . إلخ ؛ يثبت سبحانه شمول علمه وإحاطته بجميع الأشياء ، وأنه لا يخفى عليه نجوى المتناجين ، وأنه شهيد على الأشياء كلها ، مطلع عليها .
وإضافة (( نجوى )) إلى ثلاثة من إضافة الصفة إلى الموصوف ، والتقدير : ما يكون من ثلاثة نجوى ؛ أي : متناجين .
وأما الآيات الباقية ؛ فهي في إثبات المعية الخاصة التي هي معيته لرسله تعالى وأوليائه بالنصر والتأييد والمحبة والتوفيق والإلهام ... " . حفظ