قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... والله سبحانه نادى موسى بصوت ، ونادى آدم وحواء بصوت ، وينادي عباده يوم القيامة بصوت ، ويتكلم بالوحي بصوت ، ولكن الحروف والأصوات التي تكلم الله بها صفة له غير مخلوقة ، ولا تشبه أصوات المخلوقين وحروفهم ؛ كما أن علم الله القائم بذاته ليس مثل علم عباده ؛ فإن الله لا يماثل المخلوقين في شيء من صفاته .
والآيتان الأوليان هنا وهما من سورة النساء تنفيان أن يكون أحد أصدق حديثا وقولا من الله عز وجل ، بل هو سبحانه أصدق من كل أحد في كل ما يخبر به ، وذلك لأن علمه بالحقائق المخبر عنها أشمل وأضبط ، فهو يعلمها على ما هي به من كل وجه ، وعلم غيره ليس كذلك .
وأما قوله : (( وإذ قال الله يا عيسى )). . إلخ ؛ فهو حكاية لما سيكون يوم القيامة من سؤال الله لرسوله وكلمته عيسى عما نسبه إليه الذين ألهوه وأمه من النصارى من أنه هو الذي أمرهم بأن يتخذوه وأمه إلهين من دون الله .
وهذا السؤال لإظهار براءة عيسى عليه السلام ، وتسجيل الكذب والبهتان على هؤلاء الضالين الأغبياء .
وأما قوله : (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) ؛ فالمراد صدقا في أخباره ، وعدلا في أحكامه ؛ لأن كلامه تعالى إما أخبار ، وهي كلها في غاية الصدق ، وإما أمر ونهي ، وكلها في غاية العدل الذي لا جور فيه ؛ لابتنائها على الحكمة والرحمة والمراد بالكلمة هنا الكلمات ؛ لأنها أضيفت إلى معرفة ، فتفيد معنى الجمع ؛ كما في قولنا : رحمة الله ونعمة الله ... " . حفظ