قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : (( وكلم الله موسى تكليما )) وما بعدها من الآيات التي تدل على أن الله قد نادى موسى وكلمه تكليما ، وناجاه حقيقة من وراء حجاب ، وبلا واسطة ملك ؛ فهي ترد على الأشاعرة الذين يجعلون الكلام معنى قائما بالنفس ؛ بلا حرف ، ولا صوت ! فيقال لهم : كيف سمع موسى هذا الكلام النفسي ؟ فإن قالوا : ألقى الله في قلبه علما ضروريا بالمعاني التي يريد أن يكلمه بها ؛ لم يكن هناك خصوصية لموسى في ذلك . وإن قالوا : إن الله خلق كلاما في الشجرة أو في الهواء ، ونحو ذلك ؛ لزم أن تكون الشجرة هي التي قالت لموسى : (( إني أنا ربك )) . وكذلك ترد عليهم هذه الآيات في جعلهم الكلام معنى واحدا في الأزل ، لا يحدث منه في ذاته شيء ، فإن الله يقول : (( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه )) ؛ فهي تفيد حدوث الكلام عند مجيء موسى للميقات ، ويقول : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن )) ؛ فهذا يدل على حدوث النداء عند جانب الطور الأيمن . والنداء لا يكون إلا صوتا مسموعا . وكذلك قوله تعالى في شأن آدم وحواء : (( وناداهما ربهما )) ... الآية ؛ فإن هذا النداء لم يكن إلا بعد الوقوع في الخطيئة ، فهو حادث قطعا . وكذلك قوله تعالى : (( ويوم يناديهم )) ... إلخ ؛ فإن هذا النداء والقول سيكون يوم القيامة . وفي الحديث : ( ما من عبد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ) ... " . حفظ