قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " ثم في سنة رسول الله " عطف على قوله فيما تقدم : " وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص . . إلخ " ؛ يعنى : ودخل فيها ما وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم ربه فيما وردت به السنة الصحيحة . والسنة هي الأصل الثاني الذي يجب الرجوع إليه ، والتعويل عليه بعد كتاب الله عز وجل ؛ قال تعالى : (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة )) . والمراد بالحكمة : السنة . وقال : (( ويعلمهم الكتاب والحكمة )) . وقال آمرا لنساء نبيه : (( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة )) . وقال سبحانه : (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) . وقال صلوات الله وسلامه عليه وآله : ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) . وحكم السنة حكم القرآن في ثبوت العلم واليقين والاعتقاد والعمل ؛ فإن السنة توضيح للقرآن ، وبيان للمراد منه : تفصل مجمله ، وتقيد مطلقه ، وتخصص عمومه ؛ كما قال تعالى : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) . وأهل البدع والأهواء بإزاء السنة الصحيحة فريقان : 1 - فريق لا يتورع عن ردها وإنكارها إذا وردت بما يخالف مذهبه ؛ بدعوى أنها أحاديث آحاد لا تفيد إلا الظن ، والواجب في باب الاعتقاد اليقين ، وهؤلاء هم المعتزلة والفلاسفة . 2 - وفريق يثبتها ويعتقد بصحة النقل ، ولكنه يشتغل بتأويلها ؛ كما يشتغل بتأويل آيات الكتاب ، حتى يخرجها عن معانيها الظاهرة إلى ما يريده من معان بالإلحاد والتحريف ، وهؤلاء هم متأخرو الأشعرية ، وأكثرهم توسعا في هذا الباب الغزالي ، والرازي ... " . حفظ