تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : ( فمن ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم . . ) إلخ ؛ الكلام على هذا الحديث من جهتين :
الأولى : صحته من جهة النقل ؛ وقد ذكر المؤلف رحمه الله أنه متفق عليه .
ويقول الذهبي في كتابه " العلو للعلي الغفار " : " إن أحاديث النزول متواترة ، تفيد القطع " .
وعلى هذا ؛ فلا مجال لإنكار أو جحود .
الثانية : ما يفيده هذا الحديث ؛ وهو إخباره صلى الله عليه وسلم بنزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة . . إلخ .
ومعنى هذا أن النزول صفة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته ، فهو لا يماثل نزول الخلق ؛ كما أن استواءه لا يماثل استواء الخلق .
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في تفسيره سورة الإخلاص : " فالرب سبحانه إذا وصفه رسوله بأنه ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة ، وأنه يدنو عشية عرفة إلى الحجاج ، وأنه كلم موسى بالوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ، وأنه استوى إلى السماء وهي دخان ، فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها ؛ لم يلزم من ذلك أن تكون هذه الأفعال من جنس ما نشاهده من نزول هذه الأعيان المشهودة حتى يقال : ذلك يستلزم تفريغ مكان وشغل آخر " ... " . حفظ