تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... بل العالم كله سماواته وأرضه من العرش إلى الفرش كله بين يديه سبحانه ؛ كأنه بندقة في يد أحدنا ؛ أفلا يجوز لمن هذا شأنه أن يقال : إنه مع خلقه مع كونه عاليا عليهم بائنا منهم فوق عرشه ؟ ! بلى ؛ يجب الإيمان بكل من علوه تعالى ومعيته ، واعتقاده أن ذلك كله حق على حقيقته ، من غير أن يساء فهم ذلك ، أو يحمل على معان فاسدة ؛ كأن يفهم من قوله : (( وهو معكم )) معية الاختلاط والامتزاج ؛ كما يزعمه الحلولية ! أو يفهم من قوله : (( في السماء )) أن السماء ظرف حاو له محيط به ! كيف وقد وسع كرسيه السماوات والأرض جميعا ؟ ! وهو الذي (( يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه )) ؟ ! فسبحان من لا يبلغه وهم الواهمين ، ولا تدركه أفهام العالمين ... " . حفظ