قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " ثم من طريقة أهل السنة ... " إلخ ؛ هذا بيان المنهج لأهل السنة والجماعة في استنباط الأحكام الدينية كلها ، أصولها وفروعها ، بعد طريقتهم في مسائل الأصول ، وهذا المنهج يقوم على أصول ثلاثة :
أولها : كتاب الله عز وجل ، الذي هو خير الكلام وأصدقه ، فهم لا يقدمون على كلام الله كلام أحد من الناس .
وثانيها : سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما أثر عنه من هدي وطريقة ، لا يقدمون على ذلك هدي أحد من الناس .
وثالثها : ما وقع عليه إجماع الصدر الأول من هذه الأمة قبل التفرق والانتشار وظهور البدعة والمقالات ، وما جاءهم بعد ذلك مما قاله الناس وذهبوا إليه من المقالات وزنوها بهذه الأصول الثلاثة التي هي الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، فإن وافقها ؛ قبلوه ، وإن خالفها ردوه ؛ أيا كان قائله .
وهذا هو المنهج الوسط ، والصراط المستقيم ، الذي لا يضل سالكه ، ولا يشقى من اتبعه ، وسط بين من يتلاعب بالنصوص ، فيتأول الكتاب ، وينكر الأحاديث الصحيحة ، ولا يعبأ بإجماع السلف ، وبين من يخبط خبط عشواء ، فيتقبل كل رأي ، ويأخذ بكل قول ، لا يفرق في ذلك بين غث وسمين ، وصحيح وسقيم ... " . حفظ