تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وذلك أن الله معنا حقيقة وهو فوق العرش حقيقة كما جمع الله بينهما في قوله سبحانه وتعالى : (( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير )) . فأخبر أنه فوق العرش يعلم كل شيء وهو معنا أينما كنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال : ( والله فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه ) . وذلك أن كلمة " مع " في اللغة إذا أطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة ؛ من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين أو شمال ؛ فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى . فإنه يقال : ما زلنا نسير والقمر معنا أو والنجم معنا . ويقال : هذا المتاع معي لمجامعته لك ؛ وإن كان فوق رأسك . فالله مع خلقه حقيقة وهو فوق عرشه حقيقة . ثم هذه " المعية " تختلف أحكامها بحسب الموارد فلما قال : (( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها )) إلى قوله : (( وهو معكم أين ما كنتم )) . دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم ؛ شهيد عليكم ومهيمن عالم بكم . وهذا معنى قول السلف : إنه معهم بعلمه وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته ... " . حفظ