تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وكذلك في قوله : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم )) إلى قوله : (( هو معهم أين ما كانوا )) الآية . ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار : (( لا تحزن إن الله معنا )) كان هذا أيضا حقا على ظاهره ودلت الحال على أن حكم هذه المعية هنا معية الاطلاع والنصر والتأييد . وكذلك قوله تعالى (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) وكذلك قوله لموسى وهارون : (( إنني معكما أسمع وأرى )) . هنا المعية على ظاهرها وحكمها في هذه المواطن النصر والتأييد . وقد يدخل على صبي من يخيفه فيبكي فيشرف عليه أبوه من فوق السقف فيقول : لا تخف ؛ أنا معك أو أنا هنا ؛ أو أنا حاضر ونحو ذلك . ينبهه على المعية الموجبة بحكم الحال دفع المكروه ؛ ففرق بين معنى المعية وبين مقتضاها ؛ وربما صار مقتضاها من معناها . فيختلف باختلاف المواضع . فلفظ " المعية " قد استعمل في الكتاب والسنة في مواضع يقتضي في كل موضع أمورا لا يقتضيها في الموضع الآخر ؛ فإما أن تختلف دلالتها بحسب المواضع أو تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها - وإن امتاز كل موضع بخاصية - فعلى التقديرين ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب عز وجل مختلطة بالخلق حتى يقال قد صرفت عن ظاهرها ... " . حفظ