تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... ثم هذه " المعية " تختلف أحكامها بحسب الموارد فلما قال : (( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها )) إلى قوله : (( وهو معكم أين ما كنتم )) . دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم ؛ شهيد عليكم ومهيمن عالم بكم . وهذا معنى قول السلف : إنه معهم بعلمه وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته وكذلك في قوله : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم )) إلى قوله : (( هو معهم أين ما كانوا )) الآية . ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار : (( لا تحزن إن الله معنا )) كان هذا أيضا حقا على ظاهره ودلت الحال على أن حكم هذه المعية هنا معية الاطلاع والنصر والتأييد ... " . حفظ