تعليق الشيخ على قراءة الطالب للصفات الإلهية : " ... ب- كان رحمه الله - ذات مرة - يناقش كبار علماء أهل الكلام ممن لعبت الفلسفة بعقولهم وغيرت مفاهيمهم ونروي " الحوار " بالمعنى لا باللفظ ونوجزه في الآتي:
ناقش شيخ الإسلام ابن تيمية فطاحل علماء الكلام محاولا إقناعهم بضرورة الاكتفاء بالأدلة النقلية - في المطالب الإلهية - وتقديمها على العقل لتكون هي الأساس في هذا الباب والعقل تابع لها، لأن العقل الصريح لا يكاد يخالف النقل الصحيح إذا أحسن المرء التصرف، فلم يمكن إقناعهم، بل أصروا على ضرورة تقديم العقل في زعمهم، ظنا منهم أن بينهما اختلافا - وهو ظن الذين لا يفقهون إلا قليلا- وفي آخر الحوار قال لهم ذلك العالم البصير: لو كنت أنا مكانكم لحكمت على نفسي بالكفر ولكنكم جهال!! فعذرهم بجهلهم وهم يرون أنفسهم أنهم من أعلم الناس، إلا أن ذلك العلم لم يخرجهم من عداد الجهال في نظر الإمام ابن تيمية، لأنهم إنما تعلموا وتبحروا في آراء الرجال وفلسفة اليونان، وأما بالنسبة لعلم الكتاب والسنة فهم في حكم الجهال، ولذا عذرهم الإمام رحمه الله، فيظهر جليا من هذين الموقفين أنه ممن يعذر الجاهل، والمجتهد، والمخطئ، حتى في باب أصول الدين وبالله التوفيق. ...". حفظ