شرح قول المصنف : " ... فطرق العلم بنفي ما ينزه عنه الرب متسعة، لا يحتاج فيها إلى الاقتصار على مجرد نفي التشبيه والتجسيم، كما فعله أهل القصور والتقصير، الذين تناقضوا في ذلك، وفرقوا بين المتماثلين، حتى إن كل من أثبت شيئًا احتج عليه من نفاه بأنه يستلزم التشبيه‏.‏ وكذلك احتج القرامطة على نفي جميع الأمور، حتى نفوا النفي، فقالوا‏:‏ لا يقال‏:‏ لا موجود ولا ليس بموجود، ولا حي ولا ليس بحي؛ لأن ذلك تشبيه بالموجود أو المعدوم فلزمهم نفي النقيضين، وهو أظهر الأشياء امتناعًا‏.‏ ثم إن هؤلاء يلزمهم من تشبيهه بالمعدومات، والممتنعات، والجمادات، أعظم مما فروا منه من التشبيه بالأحياء الكاملين، فطرق تنزيهه وتقديسه عما هو منزه عنه متسعة لا تحتاج إلى هذا‏ ... ‏ ". وفيه ذكر أن السمع والعقل يثبتان لله صفات الكمال وينفيان عنه أن يكون له مثل أو كفؤ في مخلوقاته . حفظ