شرح قول المصنف : " ... وكذك النوع الثاني, وهو قولهم: لا شبيه له في صفاته, فإنه ليس في الأمم من أثبت قديما مماثلا له في ذاته سواء قال: إنه مشاركه أو قال: إنه لا فعل له, بل من شبه به شيئا من مخلوقاته فإنما يشبهه به في بعض الأمور. وقد علم بالعقل امتناع أن يكون له مثل في المخلوقات, يشاركه فيما يجب أو يجوز أو يمتنع عليه, فإن ذلك يستلزم الجمع بين النقيضين كما تقدم, وعلم أيضا بالعقل أن كل موجودين قائمين بأنفسهما فلا بد بينهما من قدر مشترك, كاتفاقهما في مسمى الوجود والقيام بالنفس والذات ونحو ذلك, وأن نفي ذلك يقتضي التعطيل المحض, وأنه لا بد من إثبات خصائص الربوبية, وقد تقدم الكلام على ذلك ... ". وفيه النوع الثاني من أنواع التوحيد عند المتكلمين وهو قولهم هو واحد في صفاته لا شبيه له . حفظ