شرح قول المصنف : " ... فمن راعى الأمر والقدر كما ذكر، كان عابدًا لله مطيعًا له، مستعينًا به، متوكلا عليه، من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وقد جمع الله سبحانه بين هذين الأصلين في غير موضع، كقوله تعالى : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) ، وقوله تعالى : (( فاعبده وتوكل عليه )) ، وقوله تعالى : (( عليه توكلت وإليه أنيب )) ، وقوله تعالى : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا )) . فالعبادة له والاستعانة به، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الأضحية: ( اللهم منك ولك )، فما لم يكن بالله لا يكون، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وما لم يكن لله لا ينفع ولا يدوم ... ". وفيه مراعاة الشرع والقدر توجب العبادة والاستعانة . حفظ