شرح قول المصنف : " ... وقد اعترض طائفة من النفاة على هذه الطريقة, باعتراض مشهور لبسوا به على الناس، حتى صار كثير من أهل الإثبات يظن صحته‏,‏ ويضعف الإثبات به, مثل ما فعل من فعل ذلك من النظار حتى الآمادي وأمثاله, مع أنه أصل قول القرامطة الباطنية وأمثالهم من الجهمية‏.‏ فقالوا‏:‏ القول بأنه لو لم يكن متصفًا بهذه الصفات‏,‏ كالسمع والبصر والكلام مع كونه حيًا‏‏ لكان متصفًا بما يقابلها, فالتحقيق فيه متوقف على بيان حقيقة ‏المتقابلين‏,‏ وبيان أقسامهما‏. فنقول‏:‏ أما المتقابلان فلا يجتمعان في شيء واحد من جهة واحدة‏,‏ وهو إما ألا يصح اجتماعهما في الصدق‏ ولا في الكذب‏,‏ أو يصح ذلك في أحد الطرفين. فالأولان هما المتقابلان بالسلب والإيجاب وهو تقابل التناقض؛ والتناقض هو اختلاف القضيتين بالسلب والإيجاب‏,‏ على وجه لا يجتمعان في الصدق ولا في الكذب لذاتيهما؛ كقولنا‏:‏ زيد حيوان زيد ليس بحيوان‏.‏ ومن خاصيته استحالة اجتماع طرفيه في الصدق والكذب‏,‏ وأنه لا واسطة بين الطرفين ولا استحالة لأحد الطرفين إلى الآخر ... ". وفيه ذكر الاعتراض على طريقة إثبات الصفات بأنه سبحانه لو لم يوصف بإحدى الصفتين المتقابلتين للزم اتصافه بالأخرى . حفظ