ما حكم صيام يوم السبت ؟ حفظ
الشيخ : ... وهذا هو شأن كل النصوص الشرعية التي يتحدث فيها الشارع الحكيم رب العالمين أو نبيه الكريم فيأتي بعبارة عامة ، ثم يدخل فيها قيد أو بعبارة مطلقة فيدخل فيها قيد ، أو بعبارة عامة فيدخل فيها تخصيص ، لا ينبغي حينذاك أن نزيد نحن على هذا الكلام الجامع المانع كما يقولون قيدًا آخر ، أو تخصيص آخر ، لذلك نحن لا نرجح قول من يقول في حديث ، .
ونحن على أبواب تطبيق ، هذا الحديث تقريبًا إن شاء الله : ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ، ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليمضغه )، ما نستطيع أن نقول إلا فيما افترض عليكم وإلا إذا ضممتم إليه يومًا آخر ، لأنه هذا مثل هذا ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ) هل هذا على إطلاقه وشموله ؟ الجواب لا ، ما لم تتكلم أو تعمل به ، أغلق الباب ، ما عاد في قيد آخر أو تخصيص آخر ، ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم )، نهي عام لا تصوموا يوم السبت ، كان يدخل لو وقف الرسول إلى هنا حتى لو كان من رمضان ، لأنه قال : ( لا تصوموا يوم السبت ) لكن لا ، هو يريد أن يغير ذلك بأمته ، قال : ( إلا فيما افترض عليكم ) فما ينبغي لنا إذا راعينا فصاحة النبي عليه السلام ، وفوق فصاحته أنه ينقل الوحي المنزل عليه من رب العالمين ، أن نأتي نحن ونستدرك باجتهادنا ما إن كان إعمال الحديث بدون أي إشكال ، ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) يؤكد هذا الاستثناء : ( ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة ) قشرة الشجرة هذه خذها وكل منها لتثبت عمليًا أنك متجاوب مع نهي الرسول عليه السلام ، عن صيام يوم السبت ، أما أن نقول إلا إذا صمت يومًا قبله ويومًا بعده ، صار هنا بقي إلا وإلا ، إلا الأولى من نبينا ، وإلا الأخرى من علمائنا ، ما ينبغي أن يقال هذا إطلاقًا ، ثم نحن قلنا هذا ، لأننا نحن على الأبواب سيأتينا يوم عاشوراء يظن كثير من الناس وبخاصة العُبّاد منهم ، الذين اعتادوا التقرب إلى الله عز وجل بما شرع لهم من النوافل سواء ما كان منها صلاة أو صيامًا ، كيف يا أخي نخسر نترك صوم يوم يكفر السنة الماضية ؟ أو إذا كان يوم مثل يوم عرفة ، يكفر السنة الماضية والمستقبلة الآتية ، كيف ؟ يعني ما عندهم استعداد يخسروا مثل هذه الخسارة ، هذا في الحقيقة يأتي من قلة الوعي الموجود في المسلمين ، وهذا المسئول عنه علمائهم وفقهائهم ، لو كان عندنا الوعي والفهم لمجموعة من الأحاديث العامة ما كنا شعرنا بمثل هذا الشعور الخاطئ ، الذي يحملنا على أن لا نتجاوب مع حديث الرسول عليه السلام : ( إلا فيما افترض عليكم ) ما هو هذا الذي أشير إليه ، حديث صحيح : ( من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه ) فإذًا أنت أيها المتعبد الصالح كنت تصوم ولا تزال يوم عاشوراء رغبة لذلك الأجر العظيم ، يُكفر السنة الماضية وتصوم عرفة ، كما وقع في عرفة الماضي فأنت حينما تترك صيام هذا اليوم أو ذاك ، لا تتركه كسلا ورغبة عن الخير ، خلاف ما هي عادتك ، أنت تصوم دائمًا ما شاء الله ، لكن بلغك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقفت عنده فأنت مأجور ولو لم تصم ، بل أنا أقول أن هذا الذي لا يصوم ، هو منزلته عند الله في هذا الخصوص أما الأمور الأخرى فهو أعلم بها ، منزلتك عند الله أعلى وأسمى من ذاك الذي يصوم يومًا ، دخل فيه عامل شرعي يجعله غير شرعي وهو أنه طابق يوم السبت وقد نهى عليه السلام نهيًا عامًا بقوله : ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) فلذلك على المسلم إذا ترك شيئًا لله ، أن لا يتوهم أنه خسر بل هو الرابح على كل حال ، هذا ما أردت أن أذكره في هذه المناسبة .
السائل : صيام تاسُوعاء لوحده ؟
الشيخ : لا بد .
السائل : صيام تاسوعاء .
الشيخ : فهمت ، فهمت أعطيتك الجواب بس كيف كلامك الأخير .
السائل : يقول بيأتي يوم الجمعة أو صيام يوم الجمعة كبداية منهي عنه بنفس الصدد .
الشيخ : شو عم ببربر سمعني يا أخي ؟
السائل : يعني عندنا هنا في جمعة وسبت ...
الشيخ : وعندك جمعة وخميس .
السائل : خليك معي يا أستاذ .
الشيخ : وأنت خليك معي ليش ما تخليك معي ، عندك خميس وجمعة ، بس بدك تورد الإشكال أو ... تصوم الخميس وتصوم الجمعة ، فأنت في هذه الحالة خير من الذي صام يوم السبت كما ذكرنا آنفًا .
السائل : جزاك الله خيرا وبارك الله فيك .
الشيخ : أهلا وسهلا .
السائل : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة ووجدها يوم الجمعة صائمة ؟
الشيخ : تقصد جويرية ؟
السائل : جويرية جزاك الله خير قال لها : ( هل صمت البارحة ؟ ) ، قالت : لا ، قال : ( هل تصومين غدًا ؟ ) قالت : لا ، قال : ( إذًا أفطري ) ألا يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه غدًا السبت ؟
الشيخ : ما يعرف ، أنا بدي أجاوبك حسب سؤالك وإن كان السؤال خطير والجواب أخطر ، حتى تعرف ما بعدها .
السائل : إذًا فصل لنا جزاك الله خيرا.
الشيخ : طيب ، ماذا تقول في قوله تعالى : (( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان )) فأنا شو بقول الآن ؟
السائل : أقول ما قال ربي .
الشيخ : أنا ، أنا شو بقول ؟ بقول ما كان يدري ، لماذا ؟ لأنه ما نزل عليه الوحي شو فيها ، أنت بتعرف أنه الأحكام تنزل على التدرج أم تنزل طفرة واحدة ، يعني لما ربنا قال للرسول وهو في غار ثور ، مو هكذا اسمه تبع مكة شو قال له ؟ (( اقرأ )) .
السائل : غار حراء .
الشيخ : طيب ، قال له اقرأ ، هل تعتقد نزل الوحي كله بتلك اللحظة عليه .
السائل : لا .
الشيخ : أم تباشير النبوة ؟ طيب ، لما كان المسلمون يصلون وبعضهم سكارى ، هل كان الرسول يعرف أن الخمر حرام ؟
السائل : لا .
الشيخ : طيب ، أي أهم هذه أم هذه ؟
السائل : في الأهمية سواء .
الشيخ : لا ، ليسوا سواء .
السائل : كلها أحكام دين وبالأهمية في أهم ، لكن إيش أقول يا شيخ ، مادام قلت فيها متقدم ومتأخر فيها ؟
الشيخ : لابد يا أخي فيها متقدم وفيها متأخر ، لأنه مادام في حديث هو حديثك فيه إشعار بجواز صيام يوم السبت لمن صام يوم الجمعة ثم جاء الحديث ، لأن صيام يوم الجمعة وصيام يوم السبت ليس فرض بداهة يعني ، فلما أنت يأتيك هذا الحديث : ( لا تصوموا يوم السبت ) مش رايح تصوم يوم الجمعة لأجل تصوم السبت معه صح وإذا كنت ولابد لك تصوم يوم الجمعة ، بيجي جوابنا لا حسن هذا تصوم يوم الخميس ، وبتصوم معه يوم الجمعة ، وإلا أنت مستريح ما هو فرض عليك أنك تصوم يوم الجمعة ، لكن إذا جاء يوم الجمعة ويوم السبت في رمضان دخل في الحديث : ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) ومن هنا يقول العلماء ، وظني أن هذا القول ليس بغريب عليكم ، وأنتم حديثوا عهد به وهو : " إذا تعارض نصان أحدهما حاظر مانع والآخر مبيح "، أيّ النصين يقدم على الآخر ؟ الجواب " الحاظر المانع " وقضيتنا هكذا حتى لو ما عرفنا المتقدم والمتأخر ، لكن لو عرفنا المتأخر هو المبيح ، عرفنا أن المبيح هو المتأخر ، حينئذٍ يكون هذا ناسخ لما تقدم من النهي أو على الأقل يقال يخفف النهي من التحريم إلى الكراهة من أجل الجمع بين الحديثين ، أما هنا القضية بالعكس تمامًا ، ما في عندنا نص للمتقدم ، أو لمتأخر لكن عندنا مُبيح وعندنا حاظر مانع ، فأيهما المقدم ؟ الجواب الحاظر على المبيح ، هذا قواعد لولاها ما استطاع العلماء أن يمشوا في تقديم النواهي على المبيحات علمًا مع أنه على الغالب كل نهيٍ عن شيء ما يتضمن تحته أن هذا الشيء كان مباحًا من قبل نهى مثلا عن الاختصار في الصلاة ، الاختصار في الصلاة كان موجود ولذلك نهى عنه قبل النهي شو كان حكمه ؟ على الأصل الإباحة ، وهكذا إذا جاء نص يتضمن إباحة شيء ، ثم جاء نص يتضمن النهي عن هذا الشيء ، فالنص الذي تضمن الإباحة جاء على الأصل والبراءة الأصلية كما يقول الشوكاني ، " والنص الذي تضمن النهي عن هذا الشيء تضمن حكمًا جديدًا "، ومن هنا تعرف ويسهل عليك ، أن تهضم جوابي لسؤالك يلي صعب عليَّ أنه الرسول ما كان يدري ؟ أنا قلت لك بكل صراحة ما كان يدري لماذا ؟ لأن الله قال : (( ما كنت تدري )) وبصورة عامة (( ما الكتاب والإيمان ))، أما هذه المسألة الجزئية فهي أهون ، يعني رسول الله : " ما يعلم إلا ما علمه الله " ماشي ؟
السائل : ماشي .
ونحن على أبواب تطبيق ، هذا الحديث تقريبًا إن شاء الله : ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ، ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليمضغه )، ما نستطيع أن نقول إلا فيما افترض عليكم وإلا إذا ضممتم إليه يومًا آخر ، لأنه هذا مثل هذا ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ) هل هذا على إطلاقه وشموله ؟ الجواب لا ، ما لم تتكلم أو تعمل به ، أغلق الباب ، ما عاد في قيد آخر أو تخصيص آخر ، ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم )، نهي عام لا تصوموا يوم السبت ، كان يدخل لو وقف الرسول إلى هنا حتى لو كان من رمضان ، لأنه قال : ( لا تصوموا يوم السبت ) لكن لا ، هو يريد أن يغير ذلك بأمته ، قال : ( إلا فيما افترض عليكم ) فما ينبغي لنا إذا راعينا فصاحة النبي عليه السلام ، وفوق فصاحته أنه ينقل الوحي المنزل عليه من رب العالمين ، أن نأتي نحن ونستدرك باجتهادنا ما إن كان إعمال الحديث بدون أي إشكال ، ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) يؤكد هذا الاستثناء : ( ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة ) قشرة الشجرة هذه خذها وكل منها لتثبت عمليًا أنك متجاوب مع نهي الرسول عليه السلام ، عن صيام يوم السبت ، أما أن نقول إلا إذا صمت يومًا قبله ويومًا بعده ، صار هنا بقي إلا وإلا ، إلا الأولى من نبينا ، وإلا الأخرى من علمائنا ، ما ينبغي أن يقال هذا إطلاقًا ، ثم نحن قلنا هذا ، لأننا نحن على الأبواب سيأتينا يوم عاشوراء يظن كثير من الناس وبخاصة العُبّاد منهم ، الذين اعتادوا التقرب إلى الله عز وجل بما شرع لهم من النوافل سواء ما كان منها صلاة أو صيامًا ، كيف يا أخي نخسر نترك صوم يوم يكفر السنة الماضية ؟ أو إذا كان يوم مثل يوم عرفة ، يكفر السنة الماضية والمستقبلة الآتية ، كيف ؟ يعني ما عندهم استعداد يخسروا مثل هذه الخسارة ، هذا في الحقيقة يأتي من قلة الوعي الموجود في المسلمين ، وهذا المسئول عنه علمائهم وفقهائهم ، لو كان عندنا الوعي والفهم لمجموعة من الأحاديث العامة ما كنا شعرنا بمثل هذا الشعور الخاطئ ، الذي يحملنا على أن لا نتجاوب مع حديث الرسول عليه السلام : ( إلا فيما افترض عليكم ) ما هو هذا الذي أشير إليه ، حديث صحيح : ( من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه ) فإذًا أنت أيها المتعبد الصالح كنت تصوم ولا تزال يوم عاشوراء رغبة لذلك الأجر العظيم ، يُكفر السنة الماضية وتصوم عرفة ، كما وقع في عرفة الماضي فأنت حينما تترك صيام هذا اليوم أو ذاك ، لا تتركه كسلا ورغبة عن الخير ، خلاف ما هي عادتك ، أنت تصوم دائمًا ما شاء الله ، لكن بلغك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقفت عنده فأنت مأجور ولو لم تصم ، بل أنا أقول أن هذا الذي لا يصوم ، هو منزلته عند الله في هذا الخصوص أما الأمور الأخرى فهو أعلم بها ، منزلتك عند الله أعلى وأسمى من ذاك الذي يصوم يومًا ، دخل فيه عامل شرعي يجعله غير شرعي وهو أنه طابق يوم السبت وقد نهى عليه السلام نهيًا عامًا بقوله : ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) فلذلك على المسلم إذا ترك شيئًا لله ، أن لا يتوهم أنه خسر بل هو الرابح على كل حال ، هذا ما أردت أن أذكره في هذه المناسبة .
السائل : صيام تاسُوعاء لوحده ؟
الشيخ : لا بد .
السائل : صيام تاسوعاء .
الشيخ : فهمت ، فهمت أعطيتك الجواب بس كيف كلامك الأخير .
السائل : يقول بيأتي يوم الجمعة أو صيام يوم الجمعة كبداية منهي عنه بنفس الصدد .
الشيخ : شو عم ببربر سمعني يا أخي ؟
السائل : يعني عندنا هنا في جمعة وسبت ...
الشيخ : وعندك جمعة وخميس .
السائل : خليك معي يا أستاذ .
الشيخ : وأنت خليك معي ليش ما تخليك معي ، عندك خميس وجمعة ، بس بدك تورد الإشكال أو ... تصوم الخميس وتصوم الجمعة ، فأنت في هذه الحالة خير من الذي صام يوم السبت كما ذكرنا آنفًا .
السائل : جزاك الله خيرا وبارك الله فيك .
الشيخ : أهلا وسهلا .
السائل : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة ووجدها يوم الجمعة صائمة ؟
الشيخ : تقصد جويرية ؟
السائل : جويرية جزاك الله خير قال لها : ( هل صمت البارحة ؟ ) ، قالت : لا ، قال : ( هل تصومين غدًا ؟ ) قالت : لا ، قال : ( إذًا أفطري ) ألا يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه غدًا السبت ؟
الشيخ : ما يعرف ، أنا بدي أجاوبك حسب سؤالك وإن كان السؤال خطير والجواب أخطر ، حتى تعرف ما بعدها .
السائل : إذًا فصل لنا جزاك الله خيرا.
الشيخ : طيب ، ماذا تقول في قوله تعالى : (( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان )) فأنا شو بقول الآن ؟
السائل : أقول ما قال ربي .
الشيخ : أنا ، أنا شو بقول ؟ بقول ما كان يدري ، لماذا ؟ لأنه ما نزل عليه الوحي شو فيها ، أنت بتعرف أنه الأحكام تنزل على التدرج أم تنزل طفرة واحدة ، يعني لما ربنا قال للرسول وهو في غار ثور ، مو هكذا اسمه تبع مكة شو قال له ؟ (( اقرأ )) .
السائل : غار حراء .
الشيخ : طيب ، قال له اقرأ ، هل تعتقد نزل الوحي كله بتلك اللحظة عليه .
السائل : لا .
الشيخ : أم تباشير النبوة ؟ طيب ، لما كان المسلمون يصلون وبعضهم سكارى ، هل كان الرسول يعرف أن الخمر حرام ؟
السائل : لا .
الشيخ : طيب ، أي أهم هذه أم هذه ؟
السائل : في الأهمية سواء .
الشيخ : لا ، ليسوا سواء .
السائل : كلها أحكام دين وبالأهمية في أهم ، لكن إيش أقول يا شيخ ، مادام قلت فيها متقدم ومتأخر فيها ؟
الشيخ : لابد يا أخي فيها متقدم وفيها متأخر ، لأنه مادام في حديث هو حديثك فيه إشعار بجواز صيام يوم السبت لمن صام يوم الجمعة ثم جاء الحديث ، لأن صيام يوم الجمعة وصيام يوم السبت ليس فرض بداهة يعني ، فلما أنت يأتيك هذا الحديث : ( لا تصوموا يوم السبت ) مش رايح تصوم يوم الجمعة لأجل تصوم السبت معه صح وإذا كنت ولابد لك تصوم يوم الجمعة ، بيجي جوابنا لا حسن هذا تصوم يوم الخميس ، وبتصوم معه يوم الجمعة ، وإلا أنت مستريح ما هو فرض عليك أنك تصوم يوم الجمعة ، لكن إذا جاء يوم الجمعة ويوم السبت في رمضان دخل في الحديث : ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) ومن هنا يقول العلماء ، وظني أن هذا القول ليس بغريب عليكم ، وأنتم حديثوا عهد به وهو : " إذا تعارض نصان أحدهما حاظر مانع والآخر مبيح "، أيّ النصين يقدم على الآخر ؟ الجواب " الحاظر المانع " وقضيتنا هكذا حتى لو ما عرفنا المتقدم والمتأخر ، لكن لو عرفنا المتأخر هو المبيح ، عرفنا أن المبيح هو المتأخر ، حينئذٍ يكون هذا ناسخ لما تقدم من النهي أو على الأقل يقال يخفف النهي من التحريم إلى الكراهة من أجل الجمع بين الحديثين ، أما هنا القضية بالعكس تمامًا ، ما في عندنا نص للمتقدم ، أو لمتأخر لكن عندنا مُبيح وعندنا حاظر مانع ، فأيهما المقدم ؟ الجواب الحاظر على المبيح ، هذا قواعد لولاها ما استطاع العلماء أن يمشوا في تقديم النواهي على المبيحات علمًا مع أنه على الغالب كل نهيٍ عن شيء ما يتضمن تحته أن هذا الشيء كان مباحًا من قبل نهى مثلا عن الاختصار في الصلاة ، الاختصار في الصلاة كان موجود ولذلك نهى عنه قبل النهي شو كان حكمه ؟ على الأصل الإباحة ، وهكذا إذا جاء نص يتضمن إباحة شيء ، ثم جاء نص يتضمن النهي عن هذا الشيء ، فالنص الذي تضمن الإباحة جاء على الأصل والبراءة الأصلية كما يقول الشوكاني ، " والنص الذي تضمن النهي عن هذا الشيء تضمن حكمًا جديدًا "، ومن هنا تعرف ويسهل عليك ، أن تهضم جوابي لسؤالك يلي صعب عليَّ أنه الرسول ما كان يدري ؟ أنا قلت لك بكل صراحة ما كان يدري لماذا ؟ لأن الله قال : (( ما كنت تدري )) وبصورة عامة (( ما الكتاب والإيمان ))، أما هذه المسألة الجزئية فهي أهون ، يعني رسول الله : " ما يعلم إلا ما علمه الله " ماشي ؟
السائل : ماشي .