بيان الشيخ أن أهل السنة يعملون بالنصوص كلها العام منها والخاص عكس أهل البدع . حفظ
الشيخ : قال لقد خفف عنه العذاب ، وهو أخف أهل النار عذابًا وإنه ليغلي دماغه من شدة العذاب في نعليه ، المهم خُفف عنه العذاب وربنا يقول : (( ما يخفف عنهم العذاب )) إذًا هذا نص عام وهذا نص خاص ، ما في مانع نقبله ما دام صار ولهذه القاعدة والجهل بها يضل كثيرًا من الناس قديمًا وحديثًا ، الخوارج مثلاً الذين ضلوا في كثير من الأمور الاعتقادية والفروع الشرعية لماذا ؟ لأنهم استندوا إلى نصوص عامة ورفضوا النصوص الخاصة ، ومن قواعد أهل العلم هو الجمع بين النص العام والنص الخاص ، الآن ما نحن في صدده ... من زاوية عامة شويه ، وهي الذين أشركوا وكفروا وبغوا واعتدوا وما بلغتهم الدعوة ، شو حكمهم عند الله ؟ هل هم في النار ؟ هل هذا ذنبهم مغفور ؟ الجواب ، نعم هؤلاء لا يشملهم العذاب الذي هو جزاء الكافرين المخلدين في النار ، وإنما لهم معاملة أخرى في عرصات يوم القيامة ، يؤمرون بطاعة رسول هناك ، فمن أطاع دخل الجنة ، ومن عصا دخل النار ، هؤلاء الذين دخلوا الجنة داخلين في عموم قوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) إذًا ما جاز لنا أن نأخذ هذا العموم على شموله وإطلاقه ، وأنا رايح أدخل في موضوع الإجابة عن هذا السؤال من باب ممكن الجميع يدركه يعني لحتى بقى ندرك شيء ربما لا يدركه بعض الناس فإذًا إذا وصلنا إلى هذه الحقيقة إن الله لا يغفر أن يشرك به ، شو صار بهذه الآية ؟ بقيت على عمومها ، أم دخلها شيء من التخصيص ؟ دخلها شيء من التخصيص ، لا يغفر أن يشرك به إلا إذا كان الشرك به دون بلوغ الدعوة ، إذًا الآية ليست على الإطلاق والشمول الذي يتبادر للأذهان ، إذا كان هذا واضحًا وظاهرًا ، وهو كذلك بإذن الله .ننتقل الآن إلى قصة هذا الرجل الذي أوصى أولاده بتلك الوصية والتي أعتقد أنها أغرب وصية علمناها في الدنيا ، أنه إذا مات أن يحرقوه ، ولماذا ؟ قال لأني مذنب مع ربي ، ولو قدر الله عليَّ ليعذبني عذابًا شديدًا ، فهو الآن بين عقيدتين متناقضتين أشد التناقض ، هو يعتقد بأنه عاصي ومذنب ، وهو كذلك ، ويعتقد أن الله عز وجل إذا عذبه فهو عادل ، لكن هو يريد أن يخلص من هذا العذاب فوقع في الضلال ، فأوصى أن يحرقوه بالنار ، وأن يجعلوا نصف رماده في الريح ، ونصف رماده في البحر ، لماذا ؟ ليضل عن ربه ، زعم آه ونسي قوله تعالى : (( وضرب مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم )) هذا الرجل أنا أتصور الآن أنه كان في ساعة شبه فيها ، غاب عقله ووعيه عن الحقيقة التي يؤمن بها ، كل من يعتقد أنه عاصٍ مع ربه ، وأن ربه عز وجل إذا عذبه عادل به ، فهو من لخوفه من ربه غلب عليه هذا الضلال ، والدليل أن ربه لما أحياه وقال لذرته المنتشرة في الريح الهائج والبحر المائج كوني فلانا ، فكان بشرًا سويا ، قال يا فلان ما حملك على ذلك ؟ قال خشيتك فهو مؤمن بالله ، لكن أن خفت منك ، أي خوفه ... أوحى إليه بأن يعمل بهذه الوصية الجائرة ، فعلم الله ما في قلبه ، فقال له قد غفرت لك ، إذًا هذا النوع من الكفر ليس من الكفر المستمكن النفس وإنما هو الكفر العارض لحالة نفسية وواضحة جدًا في هذه الحادثة فلا إشكال والحمد لله في هذا الحديث الصحيح ، أما الذين يتسرعون وينتهون نصوص الشريعة بألفاظها العامة دون أن يدققوا النظر في معانيها الخاصة ، فهم يضربون نصوص الشريعة بعضها ببعض فيقولون لك هذا الحديث غير صحيح ولو رواه البخاري ومسلم ، نحن نعرف بعض إخواننا كانت عندهم هذه الجرأة ، إنه هذا الحديث غير صحيح حتى لو رواه البخاري ومسلم ، أليس كذلك يا حسن ؟ قول ما هو حسن أيوا ، الشاهد يجب دائمًا وأبدا ، إذا جاءنا حديث صحيح أن نتريث ونتثبت هذا حديث صحيح ، أي نعم حديث صحيح على الرأس والعين ، كيف التوفيق بين هذا الحديث والآية ؟ (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) قد لا توفقون بأهل الذكر ، إما لأنهم حرمتم منه أو أنتم حرمتم أنفسكم منهم ، ممكن هذا وممكن هذا ، حتى لا نظلم الناس حينئذٍ نقف نؤمن ، أن هذه الآية وهذا الحديث صحيح ، والتوفيق بينهما والله أعلم به ، لكن نحن لا نتسرع فنضرب الحديث بالآية أوالعكس لا سمح الله ، نضرب الآية بالحديث ، ليس هذا هو سبيل المؤمنين ، ورب العالمين يقول : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) .