تتمة لتفسير قول الله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا )) حفظ
ومِن هذا الحديث أيضا مِن لهو الحديث الذي قد يُضِلُّ عن سبيل الله ما يُوجَد في قصائد الصوفية البريئة مِن الشرك وإلا بعضُها شرك -والعياذ بالله- بعضُها حلول بعضُها يُفضِي إلى الحلول وأنَّ الرب عزَّ وجل حالٌّ في المخلوقات، نعم، وهذا معروف شأنه حتى لو كان نثراً فإنه مُحَرَّم، لكنْ بعضُها ليس كذلك إلا أنَّ بعض الناس يَتَلَهَّى به عن مواعظ القرآن والسنة حتى يكونَ ذلك دَيْدَنَهُ وهذا لا يجوز، ويُوجَد الآن ما يُسَمَّى بالأناشيد الإسلامية التي استولت على عُقُول كثيرٍ مِن الناس حتى صار كأنَّما يقرأُ القرآن، دائماً على لسانه وعلى قلبه، نعم، وهذا ذَكَر شيخ الإسلام في الفتاوِى رحمه الله أنَّ ذلك مَما يُلهِي عن القرآن والسنة وحَذَّر مِنه تحذيراً كثيراً، وبعضُ الناس يجعل أيضاً في هذه القصائد يجعلُ معها دُفًّا فيكون إلى اللهو أقرب مِنه إلى الذِكْر، وبعضُ الناس يقول: أيُّها هذه أو أمُّ كُلْثُوم، نعم، نقول: أنت الآن مفروضٌ عليك أن تفعل هذا ولَّا هذا؟ حتى تقول: أنا مُخَيَّر بين الأمرين فأختارُ أيسرَهما، على أنَّ أم كُلثوم قد يفعلُها الإنسان وهو يشعر أنَّه مُذنِب فيحاول الإقلاع، لكن هذا يفعله على أنَّه مُتَقَرِّب إلى الله بذلك، نعم، فيستمر عليه، وما هذا إلا نظيرُ هؤلاء الذين يتحَيَّلون على الربا بالخداع وبِالخام والهيل وما أشبهَها ويقول: أن هذا أحسن أو الربا الذي في البنوك؟ {خليك .....} فنقول: هذا ليس الإنسان مُخَيَّراً بين هذا أوهذا، بس الحمد لله في أشياء مباحة يتمكن من فعلِها بدون أن يفعل هذه الأشياء التي تَصُدُّه عن القرآن وعن السنة، طيب، إذاً الضابط لِلهو الحديث ما هو؟ كلُّ كلام لا فائدةَ مِنه، وأما ما فيه فائدة ولكن اشتغلَ به عمَّا هو أفيد فليس لهواً لكنَّه خلافُ الحكمة إذْ أنَّ الحكمة أنْ يشتغل الإنسان بِالأفضل عن المفضول نعم.