تفسير قول الله تعالى : (( أولئك لهم عذاب مهين )) حفظ
قال الله عزَّ وجل: (( أولئك لهم عذاب مهين )) (أولاء) اسم إشارة لِلجمع ولَّا للمفرد؟ للجمع معَ أنَّ الضمائر التي قبلها لِلمفرد (( ومِن الناس مَن يشتري )) (( لِيَضِلَّ )) (( ويَتَّخِذَ )) فهي للمُفْرَد، وهنا قال: (( أولئك لهم )) جمع، لأنَّ (مَن) (مَن يشتري) اسم موصول تصلَح للمُفرد والجماعة، فإن أفْردتَّ ما يعودُ عليها صِرْتَ مُتَّبِعاً له، وإن جَمَعْتَه فأنتَ مُتَّبِعٌ لِمعناه، ويجوز أن تُراعِيَ لفظَها أو معناها ولَّا لا؟ في كل الكلام ويجوز أن تُغَيِّر انظر إلى قوله تعالى: (( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ))[الطلاق:11] كُلُّ هذا على سبيل الإفراد التابِع لِلَّفْظ (( خالدين فيها )) هذا باعتبار المعنى (( قد أحسن الله له )) باعتبار اللفظ، فهي آية واحدة ومع ذلك غُيِّرَت فيها الضمائر مِن مُرَاعَاةِ اللفظ إلى مراعاة المعنى إلى مراعاة اللفظ، نعم، (( أولئك لهم عذاب مهين )) (أولئك) أي الذين يفعلون هذا الفعل (لهم عذاب مهين) شوف أتى بـ (لهم) وهو الخبر قبل المبتدأ، لإفادة الحصر، وأتى بالجملة الاسمية (أولئك لهم) لإفادة الثُبوت والدَوام والاستحقاق لهذا العذاب، وقوله: (( لهم عذاب )) العذاب بمعنى العقوبة و" (( مهين )) أي ذو إهانة " يعني يُهينُهم -والعياذ بالله- بدل ما كانوا يَسْتَعِزُّونَ بأنفسهم ويسخرُون بآياتِ الله حتى يَضَعُوها عن مكانِها اللائقِ بها عُوقِبُوا بِمثل جِنَايتِهم، ودائماً الجزاء مِن جنس العمل لا في الدنيا ولا في الآخرة ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) مِثْلاً بمثل (( إن تنصروا الله ينصركم -وزيادة بعد- ويُثَبِّت أقدامكم )) وعلى هذا فَقِس فالجزاء مِن جنس العمل هذا الرجل الذي اتَّخَذ آياتِ الله هُزُواً وش غرضُه مِن ذلك؟ غرضُه مِن ذلك أن يَضَعَهَا بين الناس وأنْ يجعلها محلَّ سخرية غير مَعْبُوءٍ بها ولا مُهْتَمٍّ بها فصار جزاءُه -والعياذُ بالله- أن الله تعالى يِجْزِيه بالعذاب المهين الذي يُهِينُه ويُذِلُّهُ