تفسير قول الله تعالى : (( وهو العزيز الحكيم )) حفظ
((وهو العزيز الحكيم )) وهو العزيز الذي لا يغلِبُه شيءٌ فيمنعُه مِن إنجاز وعْدِه ووعيدِه، الحكيم الذي لا يضَعُ شيئاً إلا في مَحَلِّه " (وهو العزيز) يقول المؤلف: إنَّه الغالب الذي لا يمنعُه شيء مِن تنفيذِ وعده ووعيده، نعم، ولكن سَبَق لنا أنَّ العزيز له ثلاثة معاني -عيسى!- العِزَّة التي وصف الله بها نفسه ثلاثة معاني مَن يعرفُها؟
الطالب: عِزة القهر وقَدر وامتناع.
الشيخ : نعم عزة القهر وعِزة القدْر وعِزة امتناع، أما عزة القهر فمعناها أنه سبحانه وتعالى هو الغالب الذي لا يُغْلَب ولهذا يُقال: فلان عزيز يعني غالب في الجهاد والقِتال قال الله تعالى: (( وينصرُك الله نصرا عزيزاً ))، الثاني عزة القدْر بمعنى أنه ذو قَدْرٍ عظيم، والثالث عِزَّة امتناع بمعنى أنَّه يمتنع عليه النقص، ومِنه قولهم: أرضٌ عَزَاز لِلأرض القوية الشديدةِ الصلْبة عزاز، ونسميها باللغة العامية
الطالب: أرض عزا.
الشيخ : عزا يعني قوية صلبة.
الطالب:.. نحن نقول: عزاز.
الشيخ : عندكم عزاز؟ إذاً هم في اللغة أقرب، فصار الآن (العزيز) نقول: العزيز المُتَّصف بالعزة، وعزتُّه سبحانه وتعالى ثلاثة أنواع: عِزَّة قدْر وعِزَّة قهْر وعِزَّة امْتِنَاع، فأما عِزَّةُ القَهْر فمعناها أنَّه سبحانه وتعالى قاهرٌ لِكل شيء لا يغلبُه شيء، وأما عزَّة القدْر فهو كماله في ذاتِه أنَّه ذو قدْرٍ عظيم، وأمَّا عزة الامتناع فهو امتناعه عن كُلِّ نقصٍ وعيب، وأما قولُه: (الحكيم) فالحكيم تقدَّم لنا أنَّه مشتق من الحُكْم والحِكْمَة، وأما الحُكْم نوعان: حُكْمٌ كونيٌّ قَدَرِي، وحُكْمٌ شرعيٌّ دينيّ، فمَا جاءت به الرسل مِن الأوامر والنواهي هذه أحكام
الطالب: شرعية.
الشيخ : شرعية دينية، ومَا يتعلق بالخلق والتكوين (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فهذا حُكْم؟
الطالب: كوني.
الشيخ : كونيّ، ثم إنَّ هذين الحُكمَيْن مقرونان بالحكمة وهي مُوافَقَةُ الصواب، وموافقة الصواب معناه: أن يَضَع كلَّ شيء في مَوضِعِه، فكل شيء مِن أحكام الله الكونية وأحكامِه الشرعية فإنَّه في غاية ما يكون مِن الصواب وفي غاية ما يكون مِن مطابقة لِمَحَلِّه، ما خلَقَ الله شيئاً سَفَهَاً ولا شَرَع شيئاً سفهاً بل كل مشروعاته فإنها حكمة وكل مخلوقاته حكمة، وتقدم لنا أنَّ الحكمة أيضاً نوعان: حِكمة غائِيَّة وحكمة صُورِيَّة، الصورية معناها أنَّ الشيء على هذه الصورة المُعَيَّنَة موافق لِلحكمة، والغائيَّة معناها أنَّ إنجاز هذا الشيء له حِكمة وغاية محمُودة، نعم، ((وهو العزيز الحكيم ))