فوائد قول الله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين )) حفظ
يقول: (( ومِن الناس من يشتري لهو الحديث )) إلى آخرِه يُستفاد من هذه الآية ذمُّ مَن يرْكَن إلى لَهْو الحديث وهو ما لا خير فيه، لقوله: (( ومن الناس من يشتري )) إلى آخره.
ومِن فوائدِها تحرِيم الغِناء، لِأنَّ ابن مسعود أقسَم بالذي لا إله إلا هو أنَّه الغناء، وتفسيرُ الصحابي حُجَّة حتى ذهب الحاكِم وجماعة مِن أهل العلم إلى أنَّ تفسيرَه
الطلبة: في حكم المرفوع.
الشيخ : في حُكْم المرفوع، ولا شكَّ أنَّ الغناء المُشْتَمِل على آلَةِ اللهو لا شك أنَّه حرام، لأن نفْس آلة اللهو حرام قرنَها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزِنا والخمْر والحرير فقال كما في صحيح البخاري مِن حديث أبي مالك الأشعري: ( ليكونَنَّ أقوامٌ مِن أمَّتِي يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ والخَمْرَ والمَعَازِف ) فكلمة (يستحلون) دليل على أنَّها حرام واستحلالهم لها إما باعتقادِهم أنَّها حلال وإمَّا بفعلِهم إياها فعلَ المُسْتَحِلِّ لها الذي لا يبالي، والموجود الآن
الطالب: الأمرين.
الشيخ : الأمران فإنَّ مِن الناس مَن استَحَلَّ هذه المعازف والعياذ بالله وقال: أنها حلال، ومِنهم مَن يعتقِدُ تحريمها لكنه يُخالطها فِعْل المُستحِلِّ لها بدون مبالاة نعم، ولا يَغُرَّنَّكُم ما وقع فيه الناس اليوم مِن الانهماك بِها فإنَّه أصبحَ لها تأثيرٌ عظيم على قُلوبِهم ودينِهم وسلوكِهم، وانظر إلى المُبْتَلَون بهذا الأمر -والعياذ بالله- يكون ما هَمُّهُم إلا هذا الأمر، وهُم أبْعَدُ الناس عن معرفة القرآن والسنة وما وعظ القرآن والسنة، نعم، ولهذا ذَكَر بعضُ أهل العلم أنَّه لا يجتمع حُبُّ الغناء وحُبُّ كتابِ الله عز وجل، نعم، قال ابن القيم:
حُبُّ الكتابِ وحُبُّ ألحانِ الغِنَا في قلب عَــبــدٍ ليــس يجتـَـمِــعَان
ولهذا قال هنا: (( لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )) طيب الغناء بدون آلَةِ لَهْو ايش حكمه؟ إن اشتمل على محرم هو حرام وقد يصِل إلى حدِّ الشِّرك كما لو اشتمل على الغُلُوِّ في مَدْح أحد غُلُواًّ يَصِل به إلى درجة الخالق، وقد يكون مُحَرَّماً وفِسْقاً كما لو اشتَمل على تحقيق الفِسْق والمُجُون وما أشبَهَ ذلك، وقد يكون مُحَرَّماً تحريمَ الغِيبَة كما لو كان يَسُبُّ شَخْصاً مُعَيَّناً، المهم أنَّه درجات، أمَّا إذا كان مُباحاً فإنَّه لا شك أنه مِن اللهو لكنَّه إذا اسْتُعِين به على شيء مُباح فلا حرج فيه مِثْل غناء العُمَّال الذين يُغَنُّون لِأجل أن يَتَقَوُّوا على ذلك، وقد كان الصحابة رضى الله عنهم في حَفْرِ الخندق يرتجزون والرسول عليه الصلاة والسلام يُجِيبُهُم يقول:
نحن الذين بايعـــوا مُحـــَمَّـــــدا عــلى الجــهاد ما بَقِـــينَا أبَــدَا
والرسول عليه الصلاة والسلام يُجِيبُهُم ويقول:
اللهم لا خيرَ إلَّا خيرَ الآخِرة فارحم الأنصــار والمُهاجـــــرة
... الرسول عليه الصلاة والسلام ينقُل التراب ويَرْتَجِزُ بقول عبد الله بن رواحة:
اللهم لولا أنـــت ما اهتــــديــــنا ولا تصَــــدَّقْـــــنَا ولا صــــلَّـــــيْنَــا
فأنْزِلَـــــــــن سكِــــــــــينة عـــــــــليــنا وثّبِّـــــــــــتِ الأقــْـــدامَ إن لاقَيْنا
إنَّ الأُلَــــــــــــى قـــدْ بَــــــغَوْا علينا وإن أرادوا فـِـــتــْــنَــــةً أبـــَـــيْــــــنـَـــا
قال البراء بن عازب رضى الله عنه راوي الحديث: ( يَمُدُّ صوتَه بِآخِرِها ) يَمُد صوتَه، فهذا لا بأس به لِما فيه مِن الإعانَة على العمل ومِنه حِدَاءُ الإبِل فَإِنَّه كان يُحْدَى بين يدَي الرسول عليه الصلاة والسلام في الإبل، لأنَّ حِدَاء الإبل يزيدُها مَشْياً وتُسرِع فإنهم يذكرون مِن أحوالها أشياء عجيبة عندما يحدو الحادي إذا كان حَسَن الصوت .. تمشي مِن غير شرُود، نعم، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( يا أنجشة رِفقاً بِالقَوَارِير ) يعني بِالنساء، نعم، وشَبَّهَهَا بالقوارير لِأجل أن يَرْفُقَ بِها أكثَر، لأنَّ القوارِير مَع الحركة تَتَكَسَّر، فالحاصل أن نقول: إن الغناء له الأحكام اللي ذكرْت إن اقترن بآلة لهو كما هو الموجود الآن فهو حرام ولا شكَّ فِيه، لأنَّه داخل في حديث أبي مالك الأشعري الذي رواه البخاري فهو حرام لا ريبَ فيه، وإذا خَلا فهو على حَسَب ..
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ لَهْو الفعل أيضاً لا يجوز التساهُل فيه مِن أين يُؤْخذ؟ مِن قوله: (( لهو الحديث )) فإن القياس أنَّ لهو الفِعْل كذلك، لأنَّ الكُلَّ لَهْوٌ وضَياعُ وَقْت، نعم، وعلى هذا فالألعاب التي لا تَزِيد الإنسان نَشاطاً ولا قُوَّة ويضيع بها الوقت تَدْخُلُ في هَذا.
ومِن فوائدِها تحرِيم الغِناء، لِأنَّ ابن مسعود أقسَم بالذي لا إله إلا هو أنَّه الغناء، وتفسيرُ الصحابي حُجَّة حتى ذهب الحاكِم وجماعة مِن أهل العلم إلى أنَّ تفسيرَه
الطلبة: في حكم المرفوع.
الشيخ : في حُكْم المرفوع، ولا شكَّ أنَّ الغناء المُشْتَمِل على آلَةِ اللهو لا شك أنَّه حرام، لأن نفْس آلة اللهو حرام قرنَها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزِنا والخمْر والحرير فقال كما في صحيح البخاري مِن حديث أبي مالك الأشعري: ( ليكونَنَّ أقوامٌ مِن أمَّتِي يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ والخَمْرَ والمَعَازِف ) فكلمة (يستحلون) دليل على أنَّها حرام واستحلالهم لها إما باعتقادِهم أنَّها حلال وإمَّا بفعلِهم إياها فعلَ المُسْتَحِلِّ لها الذي لا يبالي، والموجود الآن
الطالب: الأمرين.
الشيخ : الأمران فإنَّ مِن الناس مَن استَحَلَّ هذه المعازف والعياذ بالله وقال: أنها حلال، ومِنهم مَن يعتقِدُ تحريمها لكنه يُخالطها فِعْل المُستحِلِّ لها بدون مبالاة نعم، ولا يَغُرَّنَّكُم ما وقع فيه الناس اليوم مِن الانهماك بِها فإنَّه أصبحَ لها تأثيرٌ عظيم على قُلوبِهم ودينِهم وسلوكِهم، وانظر إلى المُبْتَلَون بهذا الأمر -والعياذ بالله- يكون ما هَمُّهُم إلا هذا الأمر، وهُم أبْعَدُ الناس عن معرفة القرآن والسنة وما وعظ القرآن والسنة، نعم، ولهذا ذَكَر بعضُ أهل العلم أنَّه لا يجتمع حُبُّ الغناء وحُبُّ كتابِ الله عز وجل، نعم، قال ابن القيم:
حُبُّ الكتابِ وحُبُّ ألحانِ الغِنَا في قلب عَــبــدٍ ليــس يجتـَـمِــعَان
ولهذا قال هنا: (( لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )) طيب الغناء بدون آلَةِ لَهْو ايش حكمه؟ إن اشتمل على محرم هو حرام وقد يصِل إلى حدِّ الشِّرك كما لو اشتمل على الغُلُوِّ في مَدْح أحد غُلُواًّ يَصِل به إلى درجة الخالق، وقد يكون مُحَرَّماً وفِسْقاً كما لو اشتَمل على تحقيق الفِسْق والمُجُون وما أشبَهَ ذلك، وقد يكون مُحَرَّماً تحريمَ الغِيبَة كما لو كان يَسُبُّ شَخْصاً مُعَيَّناً، المهم أنَّه درجات، أمَّا إذا كان مُباحاً فإنَّه لا شك أنه مِن اللهو لكنَّه إذا اسْتُعِين به على شيء مُباح فلا حرج فيه مِثْل غناء العُمَّال الذين يُغَنُّون لِأجل أن يَتَقَوُّوا على ذلك، وقد كان الصحابة رضى الله عنهم في حَفْرِ الخندق يرتجزون والرسول عليه الصلاة والسلام يُجِيبُهُم يقول:
نحن الذين بايعـــوا مُحـــَمَّـــــدا عــلى الجــهاد ما بَقِـــينَا أبَــدَا
والرسول عليه الصلاة والسلام يُجِيبُهُم ويقول:
اللهم لا خيرَ إلَّا خيرَ الآخِرة فارحم الأنصــار والمُهاجـــــرة
... الرسول عليه الصلاة والسلام ينقُل التراب ويَرْتَجِزُ بقول عبد الله بن رواحة:
اللهم لولا أنـــت ما اهتــــديــــنا ولا تصَــــدَّقْـــــنَا ولا صــــلَّـــــيْنَــا
فأنْزِلَـــــــــن سكِــــــــــينة عـــــــــليــنا وثّبِّـــــــــــتِ الأقــْـــدامَ إن لاقَيْنا
إنَّ الأُلَــــــــــــى قـــدْ بَــــــغَوْا علينا وإن أرادوا فـِـــتــْــنَــــةً أبـــَـــيْــــــنـَـــا
قال البراء بن عازب رضى الله عنه راوي الحديث: ( يَمُدُّ صوتَه بِآخِرِها ) يَمُد صوتَه، فهذا لا بأس به لِما فيه مِن الإعانَة على العمل ومِنه حِدَاءُ الإبِل فَإِنَّه كان يُحْدَى بين يدَي الرسول عليه الصلاة والسلام في الإبل، لأنَّ حِدَاء الإبل يزيدُها مَشْياً وتُسرِع فإنهم يذكرون مِن أحوالها أشياء عجيبة عندما يحدو الحادي إذا كان حَسَن الصوت .. تمشي مِن غير شرُود، نعم، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( يا أنجشة رِفقاً بِالقَوَارِير ) يعني بِالنساء، نعم، وشَبَّهَهَا بالقوارير لِأجل أن يَرْفُقَ بِها أكثَر، لأنَّ القوارِير مَع الحركة تَتَكَسَّر، فالحاصل أن نقول: إن الغناء له الأحكام اللي ذكرْت إن اقترن بآلة لهو كما هو الموجود الآن فهو حرام ولا شكَّ فِيه، لأنَّه داخل في حديث أبي مالك الأشعري الذي رواه البخاري فهو حرام لا ريبَ فيه، وإذا خَلا فهو على حَسَب ..
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ لَهْو الفعل أيضاً لا يجوز التساهُل فيه مِن أين يُؤْخذ؟ مِن قوله: (( لهو الحديث )) فإن القياس أنَّ لهو الفِعْل كذلك، لأنَّ الكُلَّ لَهْوٌ وضَياعُ وَقْت، نعم، وعلى هذا فالألعاب التي لا تَزِيد الإنسان نَشاطاً ولا قُوَّة ويضيع بها الوقت تَدْخُلُ في هَذا.