تابع لفوائد قول الله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا )) حفظ
ذَكَر لي شيخنا محمد بن عبد العزيز المطوع رحمه الله أنَّه سَمِعَ أنَّ بَعْضَهم يَلْعَبُ بها ويَجْعَل النتِيجة أنَّ المغلوب يُقَبِّلُه زملاؤُه كتَقْبِيلِ المرْأَة، ومعنى ذلك أنَّها وسيلة -والعياذُ بالله- إلى الفُجُور، نعم، ولا شكَّ أنَّ هذه اللعبة أنَّها مِن اللهو ما أحد يُنكِر هذا ولا فيها فائدة لِلبَدن ما فيها فائدة للبدن أصلاً، وقد قال بعضهم: إنها تَشْحَذُ الأذهان واعترض عليه آخر فقال: إنَّ الذين يلعبونها مِن أبلَدِ الناسِ أذهاناً، لأنَّهم ما يعرفون أشياء زائدة عمَّا يتعَلَّق بهذه اللُّعبة فهم بُلَداء فيما سِواها ولهذا لو تُنَاقِشْهم في أمور معنوية غير ما يتعلَّق بهذه اللعبة وجدتَّهم أبلَد الناس، لأن أفكارَهم انحصرت لِهذه اللعبة وفي هذه اللعبة فأين ما يقال أنه شحذ لِلذِّهن، المهم أنَّ لَهْو الفِعْل، يُؤخَذ مِن الآية الكريمة مِن فحواها أنَّ لهْو الفعل كَلَهْو الحَديث.
الطالب: الكورة تدخل ولّا لا؟
الشيخ : لا، الكُورَة ما تدخل هنا، لأنَّ الكورة فيها رِياضة بدَنِيَّة إلا إذا ألهت عن ..، البيع والشراء اللي جائز بالإجماع إذا ألهى عن واجِب صارَ حراماً، فإذا ألْهَت فَنَعم، أو كانت تشتمل على كشفِ العورة كما لو كانوا مثَلاً يُبْدُون أفْخَاذَهم فإنَّ هذا أيضاً لا يجوز، لكن إذا انتفت عن المحظُور فلا أرى بِها بأساً لأنَّها تُفِيد البَدَن، نعم.
الطالب: الشطرنج ..؟
الشيخ : الشِّطْرَنْج حرام وفيه خِلاف بين أهل العلم والصَّحِيح أنَّه حرام.
الطالب:.... غلب صارت العداوة والبغضاء ...
الشيخ : هذا صحيح هذه ربما مسألة الكورة .. إذا صارت على ما ذَكَر الأخ إبراهيم لأن بعض الأحيان تكون الكورة مُغالَبة بين فريقَيْن ينتميان إلى نادِيَيْن ثم إذا غُلِبَ أحدُهما بدأ الآخرون يحذفون بالحجارة أحياناً يُكَسِّرُون السيارات .. هذه ربَّما نقول: مِن هذه الناحية قد تكون مُحَرَّمَة، لكن افرض أنَّ جماعة مِن الناس خرجوا إلى نزهة وكان عندهم فراغ مَثَلاً وأرادوا أن يفعلوا هذه ما نقول: هذا حرام.
الطالب: النادي ...
الشيخ : ولَوْ، ما تصل إلى هذا، أمّا صحيح اللي ينْتَمون إلى النوادي هذا صحيح حسب ما سَمِعت، وبعضهم قد يكون مُعْتَدِلاً ولا يحصل مِنه هذا الشيء.
الطالب: خرجْت مع مدرِّسين كبار لعِبوا الورق فتنازعوا إلى حد العقال.
الشيخ : إلى حد ايش؟
الطالب: العقال يرفع عقاله
الشيخ : يعني مُدَرِّب كم يُدَرِّب؟
الطالب: ...
الشيخ : هذا قد يُقال أنها تحرم مِن جِهة إضاعة الوقت، المهم أنها في الأصل هي مُباحة أنا أرى أنَّها في الأصل مباحة فإن اقترن بها ما يقتضي التَحْرِيم حُرِّمت، كل المباحات إذا اقترن بها ما يقتضي التحريم تكون حراماً، وإذا اقترن بها ما يقتضي الوجوب صارت واجباً، لأن المباح لِذَاته قد تتَعَلَّق به الأحكام الخمسة كما هو معروف.
الطالب: ... قوانينها الآن تصدر مِن هناك.
الشيخ : يعني مسألة المُنَظَّمَة ما أعرف عنها شيء لكن قصدنا هؤلاء الذي يحصل من الناس ... مشروع ... ويلعبون هذه اللعبة ما يمكن أن نقول أن هذا حرام.
الطالب: قوانين.
الشيخ : هذا .. ما أعرف قوانين ولا شيء، صحيح المسابقة ليست مِن أحسن وأنَّها من الصين والمصارعة أيضا ...
الطالب: ......
الشيخ : والله يا إخواني أنا ما أستطيع
الطالب: حتى الشباب الطيب اللي يخرجون برة .... اللَّعِب وإن كانوا طَيِّبِين وخَارجِين لقصد الخير وكذا إلا ... المُغَالَبَات ...
الشيخ : طيب حتى المسابقة علَّقتها، هذه لا بأس عليها ما دام فيها فائدة في البَدن والأصل في الأشياء هذِه الحِلّ، أنا أحب أن نفهم كما قُلت مِن قواعد كثيرة مِن قبل تحرِيم الحلال أشدّ من تحليل الحرام أشد، لأن الله يُحِب أن يُيَسِّر على عباده ويُوسع لهم، فلا يمكن أن نقدم على شيء ونقول: هو حرام إلا بالدليل لأننا مسئولون عن هذا يوم القيام مسئولون عن نِسبته إلى الله أنَّ الله حرمه، ومسئولون عن التضييق على عباد الله فيما أباحَه الله لهم، المسألة مِي هي هيِّنة ولْنَكُن مُعتدلين لا نميل إلى قول مَن يقول إنها تصل إلى درجة الاستحباب أو الوجوب، نعم، ولا إلى قول مَن يقول بالتحريم مطلقاً، نقول: هي في الأصل مُباحة هذا رأيي هي في الأصل مباحة، وإن اقترن بها ما يقتضي التحريم صارت حراماً وإلَّا فَلا.
الطالب: لكن لو اجتمعت بأحد مَن عاشرها وعَرفها .. فيها وكذا ربما تأخذ معلوماته مع شرط وما رأيت فلو رأيت ... عن الخطأ والتحريم ...
طالب آخَر: بل إنها أحد البنود ... لإشغال الشعوب.
الشيخ : هو إشغالهم ... ما أقول أنه إذا تضمَّنت إشغال الإنسان عمَّا هو أهم أو عن واجب لا شك عن واجب لا شك أنَّها حرام، عمَّا هو أهمّ خِلَاف العقل فيها نوع مِن السفه، ولكن ما نقول حرام، لأنَّ الإنسان يجُوز أن يشتَغِل بما ليس بأهم عن الأهم إذا لم يكن واجباً، أي نعم، طيب ...
ومِن فوائد الآية الكريمة تحريم كل ما يصَدُّ عن سبيل الله أو (ذمّ) أحسن، ذَمُّ كُلِّ ما يَصُدُّ عن سبيل الله، لقوله تعالى: (( لِيُضِلَّ عن سبيل الله )) ثم إن كان يُضِلُّ عن واجب صار حراماً، وإن كان يُضِلُّ عن مُسْتَحَب لم يكن حراماً لكنَّه يُذمّ بلا شك.
ومِن فوائد الآية الكريمة تحريم الهُزْء بآيات الله، لقوله: (( ويتخذُّها هزوا )) نعم، والاستهزاء بآيات الله حكمُه الكفر، فمَن استهزئ بآيات الله فهو كافر بِنَصِّ القرآن (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )) وش قال؟ (قد كفرتم بعد إيمانكم) فهو صريح في الكفر ولهذا قال العلماء: إنَّ مَن قالَ قَوْلَ الكُفْر ولو كان هازلاً أو مازِحاً فهو كافر، نعم فمن سبَّ الله أو رسولَه أو دينَه ولو كان هازلاً فهو كافر، يعني هذا -والعياذ بالله- أعظَم مِن أن يسُبَّهُ جادًّا.