تفسير قول الله تعالى : (( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير )) حفظ
ثم قال تعالى: (( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ )) هذه الجُملة ليست مِن كلام لقمان بل هي مِن كلام الله عز وجل فهي مُعترِضَة بين كلام لُقمان الأول وكلامِه الثاني، لأن الله عز وجل دائماً يقرِن حقّ الوالدين بحقِّه (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )) (( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )) (ووصينا الإنسان بوالديه) أمرناه أن يبَرَّهما " {عليكم السلام} أمرْناه ففَسَّر المؤلفُ الوَصِيَّةَ بالأمْر، ولكنها أخصُّ مِن الأمر المطْلَق، الوَصيةُ عهْدٌ بما ينبغي الاعتِنَاء به ليست مجرد أمر بل هي عَهدٌ بما ينبغي الاعتناءُ به، ولا شك أنَّ بِرَّ الوالدين مما ينبغي الاعتناء به، وقوله: "أن يبرَّهما" لو قال أن يُحسِن إليهما لكان أَوْلى، لأن الله تعالى يقول في آية أخرى: (( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ))[الأحقاف:15] ولكن المؤلف فسَّره بالبر، لأن البرَّ من الإحسان، قال: (( حملَتْه أمُّه )).