فوائد قول الله تعالى : (( وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم )) حفظ
ومِن فَوَائِد الآية الكَرِيمة بَيَانُ قُدْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ بِبَثِّ هذِه الدواب في الأرض، لِقوله: (( وبثَّ فيها مِن كل دابة )) أَي نَشَر، وَجْه دلالتها على القُدرة اختلاف هذه الدواب في أجناسِها وأنواعِها وأشكالِها وأحوالِها ولّا لا؟ وقد سَبَق لنا بيانُ بعضِ الحِكَم في خلق ما هو ضارٌّ منها، وذكرنا لكم كم حكمة؟
الطالب: ثلاثة.
الشيخ : لا لا إما ستة أو سبعة ذكرْنا عِدَّة حِكَم في خلق هذا الضار.
ومِن فوائد الآية الكريمة بيان قُدْرَة اللهِ أيضاً وحِكْمَتِه ورَحْمَتِه في إنزالِ الماء مِن السَّماء، القُدْرة أنَّ .. هذا الماء أُنزِل مِن فوق فمعنى ذلك أن هناك بِحاراً عظيمةً تطوف بِالأرْض بَيْن السَّماء والأَرض، نعم، وقد قال الله تعالى في آية أخرى: (( ونُنَزِّلُ مِن السماءِ مِن جبالٍ فيها من بَرَد )) سبحان الله جِبَال بين السماء والأرض مِن البَرَد ينْطَلِق مِنْها هذه الأجزاء حتى يَنْزِل الأرض، ولو شاء الله تعالى لَأَنْزَل الجبلَ جميعاً على الأرض، نعم، قلنا هو ينبني على الرحمة حيثُ كان نزولُه مِن العُلُوّ لأجل يشمل المُرتَفِع والمُنْخَفِض، وفيه أيضاً دليل على الرحمة أنَّ هذا الماء لنا فيه فائدتان عظيمتان: إنباته ما يَنْبُت مِنْه، والثاني: خزنُه في الأرض و(( أَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ))، وقال تعالى في آية أخرى: (( فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ )) وقال تعالى: (( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ )) ففيه أيضاً مَادَّةُ حَيَاةِ الإنسان في طعامِه وفي شرابِه.
ومِن فوائد الآية أيضاً إثبات الأسْباب، لِقولِه: (( أَنْزَلنا من السماء ماءً فأنبتنا )) مِن أين نأخذ إثبات الأسباب؟ مِن فاءِ السبَبِيَّة (فأنبتنا)، وإثباتُ الأسباب مِن حِكْمَةِ الله عزَّ وجَل فالمُنْكِر للأسباب طاعنٌ في حِكمةِ الله لا شَك، لأنَّ الله حَكِيم جل وعلا، كلُّ شيء عِنده بِسبب لِتَقُومَ الأشيَاء وتمشي على نِظَام، نعم.
ومِن فوائدِ الآية الكَريمة بيان قُدْرَة الله عز وجل على تصْنِيف هذا النَبَات مَع أنَّ أرضَه واحدة ومَائَه وَاحِد مِن قوله: (( مِن كُلِّ زَوْجٍ )) أي: مِن كل صِنْف، تَرَى هذه الشجرة كَبيرة وهذه صغيرة، هذه خَضْراء وهذه بُنِّيَّة، هذه زهرتُها بَيضاء وهذه صَفراء وهذه بِلَوْنٍ آخَر ألوان مُختَلِفة مع أنَّ الماءَ واحدٌ والأرضَ وَاحِدَة، وهذا دليل على كمالِ قُدرَةِ الله عزَّ وَجَل، نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة أن هذا النَّابِت فيه منفعتان وهما آا؟
الطالب: النظر
الشيخ : النَظَر إليه والبَهْجَة والسرور بِه، ولهذا إذا وقف الإنسان على رَوضَةٍ مُعْشِبَة تتَفتح الرياحُ أَزْهَارَها يَجِد سُروراً وأُنْساً، ثانياً: ما يحصُل للناس مِن هذا النبات مِن المنافِع لنا ولبَهَائِمنا قال الله تعالى: (( ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْـبَتْــــــــــنَا فِيهَا حَـــــبًّا * وَعِــــــــنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْـــــتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِــــقَ غُلْبًا * وَفَاكِـــهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ )) هَا؟ (( وَلِأَنْعَامِكُمْ )).
الطالب: ...
الشيخ : ... إنكارَ قوله: (( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ )) أن السماوات أجْرَام محسُوسة، ومَن أنكرَها أنْكَر أن هذا مفعول فهو مُكَذِّبٌ للقرآن، والمُكَذِّبُ بالقُرآن يكُون كَافراً، وهذه مَسْأَلَة خَطِيرَة، لأنَّ الآن مَن لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ما يُقِرُّون بأنَّ هناك أجراماً، فقولهم .. في مجرَّات ونجوم وما أشبه ذلك ولا يُقِرُّون بالسَّماء، والذي يُصَدِّقُهم في ذلك مُكذِّبٌ لِلقرآن فيكون كافِراً به والعِيَاذُ بالله،