فوائد قول الله تعالى : (( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )) حفظ
ثُم قالَ تعالى: (( وإذ قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله )) مِن فوائدِ هذه الآية الكريمة مُلَاطَفَة المُخَاطَب لاسْتِدْعَاء قَبُولِه لما يُوَجَّه إليه لِقَوْلِه: (( يا بُنَيّ )) فإنَّ هذا مِن بابِ الملَاطَفَة، نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة أهَمِّيةُ هذه النَّصِيحة، لأنَّها صدرت مِن أبٍ مُشْفِق إلى ابنِه، فإذاً هي مِن أهَمِّ ما يَكُون مِن الوصَايَا.
ومِن فوائد الآية الكريمة تحريمُ الشِّرْكِ بالله، لِقولِه تعالى: (( يا بني لا تشرك بالله )) طيب تحريمُ الشِّرك هل يكفي هذا التعبِير أن أقول: تحريم الشرك؟ ... نقول: نعم يَكْفِي، لأنَّ الله يقول: (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ))[الأعراف:33] قد يقول قائل إذا سَمِعَني أقول: إنَّ الشِّرك حرام قال: ما يكفي يكون بس حرام. بل يكفي، لأنَّ الله قال هذا، لكنَّهُ هُو أشدّ المُحَرَّمَات إثمًا وظُلْمًا.
ومِن فوائد الآيَة الكريمة وُجوبُ توحيدِ اللهِ عَزَّ وجل، لِأنَّ النهيَ عن الشرك وش يقْتَضي؟ وُجُوب التوحيد.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ الشِّرك ظُلْمٌ عَظِيم، لِقولِه: (( إن الشرك لظلم عظيم )).
ومِن فوائدها أنَّه ينْبَغي قَرْنُ الأحْكَام بِعِلَلِهَا لِلفوائد التي سَبَقَتْ مِن أين يُؤْخَذ؟ قَولُه: (( لا تُشركْ بالله )) (( إنَّ الشرك لَظُلمٌ عظيم )) نعم .
الطالب:....
الشيخ : إن الشرك لظلم عظِيم.
ومِن فَوائدِ الآية الكريمة أنَّ مِن أهمِّ ما تَنْبَغِي العِنَايَةُ به التَّرْكِيز على التَّوحيد وعَدَم الشِّرْك، لأنَّه ذَكَر (( لا تُشْرِك بالله )) فبَدَأ بِه قَبْل كُلِّ شَيْء، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا بَعَثَ أحداً يدْعُو إلى الإسْلَام يأمره أوَّل ما يبدأُ بِه الدَّعْوَة إلى التوحيد، لأنَّه هو الأصْل، إذا لم يكن عِنْد الإنسان تَوحِيد فَمَنْ يَعْبُد؟! لا بُدَّ أن يُرَكَّز على التوحيد ولكن لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَال إذا كُنَّا في بلدٍ يَكْثُر فيها الشِّرك فإنه ينبغي أن يكُونَ كَلامُنَا في التوحيد أكْثَر، إذا كُنَّا في بَلدٍ بالعكس لكن عِنْدَهُم مُخَالَفَات في أمورٍ أخرى ينبغي أن نُرَكِّز عليها أكثَر، وذلك مَأخوذٌ مِن طريقةِ القرآن فَفِي مكة كانَ التَّرْكيز على التوحيد في آياتِ القرآن أكثر، وفي المدينة كان التركِيز على المُعَامَلات وفُرُوع العِبادات فَلِكُلِّ مَقَامٍ مَقَال، ولذلك قد يَعْتَرِض بعض الناس ويقول: لِمَاذا لا تُكثِرُون الكلام في التوحيد؟ في المَمْلكة السُّعُودية مثلا ًولاسِيَّمَا في نَجْد، نقول: إنَّ الكلامَ في التوحيد لا شَكَّ أنَّه مُهِمّ لأنَّه أهَم الأشياء، لكِن إذا كُنَّا في قَومٍ قد وَحَّدُوا ولله الحَمْد وعرفوا الأمر وهم بَعِيدُونَ عن الشرك وإنَّما يخالِفُون في الأمورِ الأخرى دُونَ الشِّرْك، فَنَحْنُ نُرَكِّز على ما فِيه هذه المخَالَفَة، على أنه لَو طَرَأَ مَا يَكْلِمُ التوحيد يجِب أن يُرَكَّزَ عليه كما يُوجَد في الآوِنَة الأخِيرَة مِن ظُهُور بَعض الأشياء الشِّرْكِيَّة والبِدْعِية مِن هذه الكُتَيِّبَات الصِّغَار اللي فيها أذْكَار وأوْرَاد كُلُّهَا كَذِب أو غالبُها كَذِب، فيجِب أن يُرَكَّز عليه، كذلك أيضًا وُجِد تَمَائِم تُعَلَّق تَمائِم مِن النُّحاس يُقَال: أنَّها تَنْفَع مِن الرُّومَاتِزِم هذا أيضًا نوع مِن الشِّرك، وكذلك أيضًا ما وُجِد مِن قَضِيَّة الدُّبْلَة وما يتَعَلَّق بها، يكون الرجل يكتُب اسمَهُ على خَاتم امْرَأَتِه وهي تكتُب اسمَها على خَاتِم زَوجِها، ويعتقدون أنَّ هذا يُوجِب المحَبَّة والاحْتِرام كأنَّه رِبَاط هذا أيضًا مِن الشرك وهو مِن التِّوَلَة، إذا طَرَأَت مِثْل هذه الأمور يَجِب يعْنِي يُرَكَّز عليها وأن يُكْثَرَ القولُ فيها حتى لا تَنْتَشِر، فالمهِم لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَال يُناسِبُه.
ويُستفاد مِن هذه الآية الكريمة توجِيهُ المَواعِظ مِن الآباء إلى أبْنَائِهم، لأنَّ هذا مِن الحكمة أو لا؟ لِقوله: (( وإذ قال لقمان لابنِه وهو يَعِظُه )).
ومِن فوائدِها أنَّه ينبَغِي لِلإنسان المُوَجِّه أن يَقْرِن توجيهَه بالموعظة، لِقوله: (( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه )) فهل يكفي مَثَلًا أن تقُول لإنسان: هذا حرام وهذا واجِب؟ أو يُنْظَر في حالِ الشخص؟ نعم، يُنْظَر في حالِ الشَّخْص، مِن الناس مَن يَكْفِي أن تقُول لَه إنَّه حرام أو واجِب وَيَمْتَثِل، ومِن الناس مَن لا يكفي أن تقول: هذا حرام ووَاجب. حَتَّى تَقْرِنَ ذلِك لَه بِالموْعِظَة فتقول: اتَّقِ الله اخشَ الله مثلاً كيف تُصِرُّ على هذا وهو مَعْصِية لله ورسولِه وما أشْبَه ذلك، فالمُهِم أنَّه لِكُلِّ مَقَام ٍمَقَال، وكذلك أيضاً تَذْكُر ما وَرَد فِيه مِن الوعيد في القرآن والسنة، كما لو .. بأنَّك تُوَجِّه نصِيحة إلى رَجُلٍ مَغْمُور بالمعامَلِة الرِّبا هذا ما يمكن تقول: الرِّبا حرام، لأنَّه عارف، ما أحد يُشْكِل عليه أنَّ الربا حَرَام لكِن يَحْتَاج إِلى مَوْعِظة تُلَيِّنُ قَلْبَه لِلحق والتَّوبَة مِن البَاطِل