هل يجوز للإنسان إذا رأى غيره يموت " وهو كافر " أن يكفر أو يشرك ؟ حفظ
مِثْل هذه الحال هل يجُوز للإنسان إذا رأى أن أمّه تَبِي تموت أو أبوه يَبِي يموت يجوز له أن يُشرك؟
الطالب: لا.
الشيخ : طيب لو قال قائل لو أراد أن يقول: إنّه مُشْرِك بِلسَانِه مُتَأَوِّلًا؟
الطالب: إذا كان تتوقف .. على هذا إلا لضرورة.
طالب آخر: إلا مَن أكرِه وقلبُه ...
الشيخ : لكن هذا مَن أُكره نفسه على شَيء، أما هذا ما أُكْرِه على شيء.
الطالب: بس هذا فيه إنقاذ روح.
الشيخ : .. إنقاذ نفس كافرة تأمُر بالكُفر، .. ما يجوز أن يوافق ولو بِالتَأْوِيل فليصْبِر ويقول: أنا ما ضررْتُكِ شيئًا، أي شيء تريدين مِن أمور الدنيا فأنا مُسْتَعِدٌّ له يعني ما ضرر فإِن شئت ... فإن شِئْت فكُلِي وإن شِئْتِ فلا تأكُلِي.
الطالب : وقد يكون التأويل هذا إعانَة على الكفْر.
الشيخ : أي نعم نَعَم فيه مفاسِد لا شَك نعم، فالمهم أنه لا يجوز أن يقول ولو مُتَأَوِّلًا، نعم لو خَافَ على نفسِه هو وهذا فرق بين مَن يخَاف على نفس غيرِه أو على نفسِه، لو خافَ على نفسِه هو أن يُقْتَل فلَه أن يَقُولَ ذلك مُتَأَوِّلًا، لقولِه: (( إلا مَن أُكْرِهَ وقلبُه مُطْمَئِن بالإيمان )) على أنَّه -أي المسألة الأخيرة- ما يجوز فيما إذا كان فيه نُصْرةٌ للإسلام فإنَّه إذا كان في ثُبُوتِه نُصْرة للإسلام وفي موافقَتِه ظاهرا خُذْلانٌ لِلإسلام حَرُم عليه ذلك، لأنَّه حينئذٍ يدخل في باب الجِهَاد مِثْل ما حصل للإمام أحمَد رحمه الله دُعِي إلى القوْل بخلْقِ القرآن ودُعِيَ غيرُه أيضًا إلى القولِ بخلق القرآن فَمِن العلماء مَن تَأَوَّل وأجابَ ظاهرًا بما يُدْعَى إليه، ومِنهم مَن أصَرَّ فقُتِل، ومِنْهم مَن أصَرَّ فحماهُ الله مِن القتل كالإمام أحمد، الإمام أحمد ما أجابَهم ولا بالتأويل، لأنَّ الناس ينظُرُون ماذا يقولُ الإمامُ أحمد فلو قال: إنَّ القُرْآن مخلوق ولو بالتأوِيل ماذا يقول العامة؟ يقولون مخْلُوق وتنطَلِي هذه البدعة على عُمُوم المسلمين فرأى رحمَه الله أنه لا يجوز أن يَتَأَوَّل في هذه الحال لِما في ذلك مِن خُذْلان الحق وإثبَاتِ البَاطِل نعم.
الطالب: ... الناس يتداولون الرجل اللي قتل ذبابة ... لغير الله وقال: ما.
الشيخ : ما كُنْت لِأقدم لأحد شيئًا غير الله، هذا مَرَّ علينا في كتاب التوحيد وقلنا: إنَّ الحديث ضَعِيف، وأنَّه على تقدير صِحَّتِه يكون هذا الرجل يكون قد قرَّب مُطْمَئِن بالكُفر قد شرَح بالكفر صدرًا.
الطالب: خائف مِن القتل لأنه قتلوا صاحبه.
الشيخ : أي .. لكن هو لما خاف مِن القتل هل إنه فَعَلَه دفاعًا ولَّا فَعَلَه مُطْمَئِنًّا؟
الطالب: في الحديث اللي قُتِل الأخير.
الشيخ : الغيره قُتِل، في هذه الحال نقول: هذا الرجل الأول اللي قرَّب قَرَّب .. عن الأول لأنَّ الأول لَمَّا قَرَّب يظهر أنَّه قَرَّب مُنْشَرِحًا صدرُه بالكفر، وهذا ما ينفع لأنه لو أُكرِه إنسَان وهو يَجِب أن يكون إكراهه أن ينوي بالفعْل أو بالقَول دَفْعَ الإكْرَاه و .. لها، أما إذا فَعَلَه مُنْشَرِحًا به صدرُه أو لمَّا أكره وشَاف أنّ المسألة جَادَّة وحَازْمة انشرح صدرُه بهذا الشيء