تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون )) حفظ
(( ثُمَّ )) هذا التعقيب لَمَّا ذكَرَ سبحانه وتعالى أنهما إذا أمرا بالشرك لا تطعهما وأنَّ الواجبَ عليك اتِّباع سبيل مَن أناب إلى الله قال: (( ثُمَّ )) أي بعد هذه المحاولات مِنهما بأن تُشْرِك بالله وبعد أن تُطِيع فالمرجِع إلى الله. وقولُه: (( إلي مرجعكم )) جُملة اسمية خَبَرية قُدِّم فيها الخبر لِإفادة الحَصْر (( إلي )) لا إِلى غَيْرِي (( مَرْجِعُكم )) يعنِي مَرَدُّكم كما قال الله تعالى: (( وإلى الله تُرْجَع الأمور )).
(( فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) يقول: (فأنبئكم) بمعنى (أخبرُكم) (بِما كُنتم تعملون) والإنبَاءُ هذا يستلْزِم المُجَازَاة وقد لا يكون هناك مجازَاة ولهذا دائمًا يُعَبِّر الله عز وجل بالإنبَاء أي الإخبار لأنَّه قد يُجازي وقد لا يُجَازِي فإنَّه يخلو بعبدِه المؤمن ويُخبرُه بذنوبِه ويقرُّرُه بها ثم بَعْد ذلك يقول: سترتُها عليك في الدنيا وأنا أغْفِرُها لك اليَوم، وقولُه: (( فأنبِّئُكم بما كُنتم تعملون )) أي بالذي كُنتم تعملون وهو شامِل لكل ما يعمَله الإنسان مِن صَغِير وكبِير دون ما لم يعمَل فلو هَمَّ بالشيء فلم يعملْه فإنه لا يُجازَى عليه، لكن قد يُثَاب عليه إذا كان معصيةً تركَها مِن أجل الله عز وجل فإنه يُثَاب على هذا التَّرك، قال: " فأجازِيكم عليه وجُملة الوَصِيَّة وما بعدها اعْتراض " قال المؤلف: "فأجازيكم عليه" كأنَّه جعل مِن لازم الإنباء المجَازاة، ولكنِّي قُلت لكم: ليس لازمًا ولهذا عبَّر الله عز وجل بالإنباءِ، ليكونَ الأمرُ جائزًا أو دائرًا بين أن يُجازَى عليه وبيْن ألا يُجازَى عليه، وقوله: "وجملةُ الوصية وما بعدها اعتراض" الوصية مُبتدَئَة مِن قوله (( ووصينا الإنسان بوالديه )) اعتراضٌ مِن قولِ الله عز وجل وليس ذلك مِن قول لقمان لابنِه، لأن الذي وصَّى الوالدين إحسانًا ووجَّه الإحسان هو الله عزّ وجل، وإنما جاءت هذه الوصية بعد ذِكْر الشرك، لأنَّ عقُوق الوالدين يَرِد بَعْد حَقِّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وفي الوصية أيضا جُمْلَة اعتِرَاضية فما هي؟ هي قوله: (( حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين )) لأنَّ قولَه (أن اشكُر) هو المُوصَى به (( ووَصَّينا الإنسان بوالديه أن اشكر لي ولوالديك )) يكون عندنا الآن اعتراض؟ ...... طيب إذاً نقول في هذا: الوصِيَّة اعتراضِية بين كَلامَيْ لقمان لابْنِه، وقولُه: (( حملته أمه وهنًا على وهنٍ )) اعتراض أيضا بَين فِعْل الوصية والمُوصَى به، نعم
(( فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) يقول: (فأنبئكم) بمعنى (أخبرُكم) (بِما كُنتم تعملون) والإنبَاءُ هذا يستلْزِم المُجَازَاة وقد لا يكون هناك مجازَاة ولهذا دائمًا يُعَبِّر الله عز وجل بالإنبَاء أي الإخبار لأنَّه قد يُجازي وقد لا يُجَازِي فإنَّه يخلو بعبدِه المؤمن ويُخبرُه بذنوبِه ويقرُّرُه بها ثم بَعْد ذلك يقول: سترتُها عليك في الدنيا وأنا أغْفِرُها لك اليَوم، وقولُه: (( فأنبِّئُكم بما كُنتم تعملون )) أي بالذي كُنتم تعملون وهو شامِل لكل ما يعمَله الإنسان مِن صَغِير وكبِير دون ما لم يعمَل فلو هَمَّ بالشيء فلم يعملْه فإنه لا يُجازَى عليه، لكن قد يُثَاب عليه إذا كان معصيةً تركَها مِن أجل الله عز وجل فإنه يُثَاب على هذا التَّرك، قال: " فأجازِيكم عليه وجُملة الوَصِيَّة وما بعدها اعْتراض " قال المؤلف: "فأجازيكم عليه" كأنَّه جعل مِن لازم الإنباء المجَازاة، ولكنِّي قُلت لكم: ليس لازمًا ولهذا عبَّر الله عز وجل بالإنباءِ، ليكونَ الأمرُ جائزًا أو دائرًا بين أن يُجازَى عليه وبيْن ألا يُجازَى عليه، وقوله: "وجملةُ الوصية وما بعدها اعتراض" الوصية مُبتدَئَة مِن قوله (( ووصينا الإنسان بوالديه )) اعتراضٌ مِن قولِ الله عز وجل وليس ذلك مِن قول لقمان لابنِه، لأن الذي وصَّى الوالدين إحسانًا ووجَّه الإحسان هو الله عزّ وجل، وإنما جاءت هذه الوصية بعد ذِكْر الشرك، لأنَّ عقُوق الوالدين يَرِد بَعْد حَقِّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وفي الوصية أيضا جُمْلَة اعتِرَاضية فما هي؟ هي قوله: (( حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين )) لأنَّ قولَه (أن اشكُر) هو المُوصَى به (( ووَصَّينا الإنسان بوالديه أن اشكر لي ولوالديك )) يكون عندنا الآن اعتراض؟ ...... طيب إذاً نقول في هذا: الوصِيَّة اعتراضِية بين كَلامَيْ لقمان لابْنِه، وقولُه: (( حملته أمه وهنًا على وهنٍ )) اعتراض أيضا بَين فِعْل الوصية والمُوصَى به، نعم