تفسير قول الله تعالى : (( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )) حفظ
ثم قال عز وجل: (( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ))[لقمان:17] هذه أربعة أوامِر (( يَا بني أَقِمِ الصَّلَاة )) شوف الأول نواهي ((يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ))[لقمان:13] نَهي، ثم تحذير بقوله: (( إن تك مثقال حبة من خردل )) ثم بعد ذلك أمر (( يا بني أقِمِ الصَّلاة )) ولهذا يُقَال: التَّخْلِيَةُ قبل التَّحْلِيَة، نعم، يعني معناها: أزِلِ الشَّوَائِب ثُمَّ ائْتِ بالمُكَمِّلَات، فقوله هنا: (( يا بني أقِمِ الصَّلاة )) أمْر بإقَامَة الصَّلَاة، ومعنى إقامَتِها أن يأتِي بها الإنسَان تامَّةً بأركانِها وشُروطِها وواجباتِها ومُكَمِّلاتِها، وقوله: (( الصلاة )) شامِل للمفْرُوضَات والنَوَافِل.
(( وأْمر بالمعروف )) اؤْمُر بالمعروف أين مفعول (اؤْمُر)؟ مَحذُوف التقدير: النَّاس أو غيرَهم وَأْمُر غيرَك بالمعروف أي بالقولِ المعروف والفعلِ المعروف، والمعْرُوف ما أَمَرَ به الشَّرْع هذا المعروف، لأنَّ ما أمَرَ به الشَّرْع قد أقرَّهُ الشرع وأقرَّتْه الفِطَرُ السَّلِيمَة فالمعروفُ إذاً كل ما أُمِرَ به شَرْعًا هكذا يا حَمَد؟ هكذا؟ طيِّب، المعروف كُلُّ مَا أَمَرَ به الشَّرْع سَواءٌ يتعلق بحقِّ الله أو بحقِّ العباد.
وقولُه: (( وانْهَ عن المنكر )) المنْكُر كُلُّ ما أنْكَرهُ الشَّرْع أي نَهَى عنه سواءٌ ما يتعلق بحقِّ الله أو بحقوق العباد، الأمْر بالمعروف والنَّهْي عن المنكر هل هو واجبٌ عَيْنِيّ أو على الكِفَاية؟ واجِبٌ على الكِفَاية، لِقوله تعالى: (( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ))[آل عمران:104] إذا جعَلْنا (مِن) للتبعيض، أمَّا إن جعلْنَا أن َّ(مِن) لِبَيَان الجنس والمعنى: ولتكونوا أمةً تأمُرُ بالمعروف وتنهى عن المنكر فإنَّه يكونُ فَرْضَ عَيْن ولكن الصَّواب أنه فَرْض كِفَايَة، لأنَّ المقصودَ به إصلاحُ الغَيْر فإذا حَصَل إصلاحُ الغَيْرِ بغيرِك حَصل المقْصُود، أما إذا لم يحصُل فإنه يَجِب أن تأمُر، فإذَا وجدْنَا مِن الناس تهاونًا في هذا الأمْر وتَكَاسُلًا صار فرضًا علينا، أمَّا إذا رأينا أنَّ الناس قد استقامُوا على هذا وصاروا يأمُرُون بالمعروف وينهون عَن المنكر فإنه يكون في حقِّنا فرْض كِفَاية، وقوله: (( وانْه عن المنكر )) حتى والديك؟ حتى والِدَيك تأمرُهما بالمعروف وتنهاهُما عن المنكر، بل إنَّ حقَّ الوالدين أعظم مِن حقِّ غيرِهما، لأنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إحسانٌ للمَأْمُور والمَنْهِيّ وليس إساءةً فإذا كان كذلك فأحَقُّ مَنْ تُحْسِنُ إِلَيْه وَالِدَاك، نعم
(( وأْمر بالمعروف )) اؤْمُر بالمعروف أين مفعول (اؤْمُر)؟ مَحذُوف التقدير: النَّاس أو غيرَهم وَأْمُر غيرَك بالمعروف أي بالقولِ المعروف والفعلِ المعروف، والمعْرُوف ما أَمَرَ به الشَّرْع هذا المعروف، لأنَّ ما أمَرَ به الشَّرْع قد أقرَّهُ الشرع وأقرَّتْه الفِطَرُ السَّلِيمَة فالمعروفُ إذاً كل ما أُمِرَ به شَرْعًا هكذا يا حَمَد؟ هكذا؟ طيِّب، المعروف كُلُّ مَا أَمَرَ به الشَّرْع سَواءٌ يتعلق بحقِّ الله أو بحقِّ العباد.
وقولُه: (( وانْهَ عن المنكر )) المنْكُر كُلُّ ما أنْكَرهُ الشَّرْع أي نَهَى عنه سواءٌ ما يتعلق بحقِّ الله أو بحقوق العباد، الأمْر بالمعروف والنَّهْي عن المنكر هل هو واجبٌ عَيْنِيّ أو على الكِفَاية؟ واجِبٌ على الكِفَاية، لِقوله تعالى: (( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ))[آل عمران:104] إذا جعَلْنا (مِن) للتبعيض، أمَّا إن جعلْنَا أن َّ(مِن) لِبَيَان الجنس والمعنى: ولتكونوا أمةً تأمُرُ بالمعروف وتنهى عن المنكر فإنَّه يكونُ فَرْضَ عَيْن ولكن الصَّواب أنه فَرْض كِفَايَة، لأنَّ المقصودَ به إصلاحُ الغَيْر فإذا حَصَل إصلاحُ الغَيْرِ بغيرِك حَصل المقْصُود، أما إذا لم يحصُل فإنه يَجِب أن تأمُر، فإذَا وجدْنَا مِن الناس تهاونًا في هذا الأمْر وتَكَاسُلًا صار فرضًا علينا، أمَّا إذا رأينا أنَّ الناس قد استقامُوا على هذا وصاروا يأمُرُون بالمعروف وينهون عَن المنكر فإنه يكون في حقِّنا فرْض كِفَاية، وقوله: (( وانْه عن المنكر )) حتى والديك؟ حتى والِدَيك تأمرُهما بالمعروف وتنهاهُما عن المنكر، بل إنَّ حقَّ الوالدين أعظم مِن حقِّ غيرِهما، لأنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إحسانٌ للمَأْمُور والمَنْهِيّ وليس إساءةً فإذا كان كذلك فأحَقُّ مَنْ تُحْسِنُ إِلَيْه وَالِدَاك، نعم