تتمة فوائد قول الله تعالى : (( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا )) حفظ
وهل يُؤْخَذ مِن الآيةِ الكريمة وُجُوب طَاعةِ الوالدَين في غير معصِية الله؟ وُجُوب طاعَتِهم مِن أَيْن؟
الطالب: لأنه ما نهى إلَّا عَن الشِّرْك.
الشيخ : إي .. لكن نهى عن طاعتِهم.
الطالب: نهى عن طاعتهم مو بالشرك.
الشيخ : أي .. ولا نهى عن الطاعة ما نَهى عن الطاعة إذًا مِن أين نعرف أنها واجِبَة؟
الطالب: صاحبهما في الدنيا معروفًا.
الشيخ : قوله: (( صاحِبْهُما في الدُّنْيا معروفًا )) يعني مِن الأصل الكلام على أنَّه يُؤْخَذ مِن الآية الكريمة، وعلى كُلِّ حال إذا أَمَرَا بغير الـمَعصية فالآية سكتَتْ عن ذلك حَرَّمَت الطاعَة في المعصية وسكتَتْ عمَّا عَدَا ذلك، لكن قد يُقال: إنَّ قولَه: (( وصَاحِبْهما في الدنيا معروفًا )) يَدُلّ على وُجُوبِ طاعتِهما في غيْر المعْصِيَة، لأنَّه لا شَكَّ أن مصاحبتَهما في المعروف بِامتثَال أمرِهما وعلى هذا فقد يُسْتَدَلُّ بعمومِ قوله: (( وصاحبهما في الدنيا معروفًا )) على وجوبِ طاعتِهما في غير المعصِيَة ولكنَّه سَبق لنا أثناء التفسير أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: تجِبُ طاعتُهما فيما فيه نَفْعٌ لهما ولا ضررَ عليه فيهـ أمَّا ما فيه ضررٌ عليه فلا يجِبُ عليه الطاعة، ولهذا لما ذَكَرَ أهلُ العلم أن لِلأب أن يتَمَلَّكَ مِن مَالِ ولَدِه ما شاء قالوا: بشرط ألا يَضُرَّ الولد فإن ضَرَّ الولد فإنه ليس له أن يتملَّك بل قالوا: بشرط ألا يضرَّه وألا تتَعَلَّقَ بِه حاجتُه فإن تعلَّقَت به حاجتُهُ فليس له أن يتملَّكَه.
الطالب: تعلَّقت الحاجة.
الشيخ : لا، حاجتُه الخاصَّة بمعنى أنه مثلًا ما يجِد غيره ولَّا مثلًا حاجة -كل شيء بيحتاجه- لكن مثلًا إناء يحتاجه و.. لكن الزُّهْرِيَّة يحتاجُها ما نقول للأب أن يتمَلَّكَها، لأن هذا يُفَوِّت على الابن حاجتَه واستمتاعَه بها نعم.
الطالب:...
الشيخ : إي بس مِن غير الآية.
الطالب:...
الشيخ : أي مِن غير الآية .. مِن أدِلَّةٍ أخرى ..
الطالب: .... إذ قالوا لقومهم إنا برئَاء منكم ... وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ...
الشيخ : إي نعم كل هذا ينافي ..، لأن ليس معنى مُصاحبتِهما بالمعروف أن تُبْدِيَ لهما المحَبَّة والوِلاية بل أنت تُبغِض ما هما عليه مِن الكفر والشِّرْك وتُبغضُهما على هذه الصفات التي اتَّصفا بها ولكن تُعْطِيهما ما يجِبُ لهما.
الطالب:....بالبشَاشَة لهما ....
الشيخ : إِي بَس هذا ما هو سَببه لِلدين ليسَ سببه الدين أنه .. عن دينِه فهذا أمر تقتضيه الطبيعة، والعداوة والبغضاء في القَّلب والكفر لأن العداوة ضِدَّ الولاية .
الطالب: ....
الشيخ : نعم، ما يمنع هذا ... ولكنَّنَا ما نُؤْذِيهم بمعنى أننا .... وما أشبه ذلك، ثم يقال أيضًا: قد نقول: لكل مَقَامٍ مقال فمثلًا إذا كان الوالدان أو غيرهم يتبجَّحَان بالكفر ويفتَخِران به فلنا أن نُعْلِن هذه البَرَاءَة والعَدَاوَة والبغْضَاء، وإذا كانا سَاكِتَيْن مُسَالِمَيْن فنحن لا نتعرَّض لهما ولكننا نتبرَّأ على صِفَةِ العُمُوم مما هم عليه مِن الدِّين، والمهم أن الله يقول: (( صاحِبْهُما في الدنيا )) أما فيما يتعلق بالدِّين فلا تصاحبهما بمعروف أبدًا فيما يتعلق بالدين يجب أن تكْرَههما وتبتَعِد عنها وتُعَاديهما