تفسير قول الله تعالى : (( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور )) حفظ
ثم قال تعالى: (( وَلَا تُصَعِّرْ )) { هذا مُبْتَدأ درسِنا الآن الجديد }(ولا تُصَعِّر) هذه مَعطُوفة على قولِه: (( أقم الصلاة )) فهو إذًا مِن وصايا لُقمانَ لابنِه " (( ولا تُصَعِّر )) وفي قِرَاءة ولا تُصَاعِر (( خَدَّك لِلنَّاسِ )) " يقول المؤَلف: لَا تُمِل وَجْهَك عنهم تَكَبُّرًا " التَّصْعِير هُو الإمَالَة ومِنه: الصَّعَرُ فِي الوَجْه وهو المـَيَال بحيث تَكُون العُنُق مُلْتَوِية تَمِيلُ إمَّا يَمِينًا وإمَّا شِمَالًا، وقوله: (( خَدَّكَ )) أي وجهَك فهو مِن إطْلاقِ البعْضِ وإرادَةِ الكُلّ، وقول المؤلف: " تَكَبُّرًا " نعم هذا مَحَطُّ النهي أن يفعلَ ذلك على سَبِيلِ التَكَبُّر أمَّا لو فعَلَه على سبيل الإعْراض عَمَّا لا يجوز النظر إليه كمَا لو قابَلك امرأة فَصَدَّ وأعْرَض فإنَّه لا يدخُل في الآية ولهذا قال: (( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ )) وأمَّا إذا صَعَّرْت وجْهِي أو خدِّي لأجل ألَّا أرى إلى شيءٍ مُحَرَّم فإنَّه لا يدخُل في هذه الآية، وقوله: (( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ )) اللام هنا هل هي للاخْتِصَاص على أصلِها أو أنَّها بِمَعْنَى (عن)؟ (( لا تُصَعِّر خدَّك لِلنَّاس )) أي عنْهُم لكن منْهِي تَكَبُّراً، وقوله: (( لِلنَّاس )) عام يشْمَل المُؤْمِن والكَافِر ولكن الكَافرَ لا يُعامَل كما يُعامَل المؤمِن في مِثْل هذه الأُمُور وقد يقالُ: إنَّ شرعَنا وَرَدَ بخلافِه وأنَّ الكافِر يُصَعَّرُ له الخَد ويُعرَض عَنه وقد يُقال: إنَّ الكافر إذا جاءَك مُقبِلًا فأقْبِلْ عليه فإنَّ هذا مِن باب التألِيف على الإسلام وأمَّا إذا أعْرَضَ فأعْرِضْ.
(( وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا )) قال: (ولا تمشِ) هذا مجزُوم بحذفِ الياء (( فِي الأَرْضِ )) أي على الأرض (( مَرَحًا )) قَال المؤلف: " أي خُيَلَاء " المَرَح بمعنى البَطَر والأَشَر، والخُيلَاءُ مِن ذلك، فلا تكون مُتَبَخْتِرًا في مِشْيَتِك مُتَعَالِيًا في نفسِك ولكن امْشِ مِشْيَةَ المُتَذَلِّل الخَاضِعُ لله عَز وجَل غَيْرُ المُتَعَلِّي على عِبَادِ الله.
وقولُه: (( إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )) نعم، ذَكَرَ هنا ( لَا تُصَعِّرْ خدَّك لِلناسِ ولَا تمشِ في الأرضِ مَرَحًا ) فالأوَّل في مُعَامَلَة النَّاس (( لا تُصَعِّر خَدَّك للناس ))، والثاني في هَيْئَتِه بِنَفْسِهِ ألَّا يَمْشِيَ في الأرْضِ مَرَحًا وإنَّمَا يَمشِي كما يَمشِي عِبَادُ الرحْمَن(( الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )).
(( إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )) (( إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ )) مُتَبَخْتِرٍ في مَشْيِه (( فَخُورٍ )) عَلَى النَّاسِ " (مُخْتَال) أي فَاعِل لِلخُيَلَاء، و(فَخُور) أي مُفْتَخِرٍ بِنَفْسِه، والفرْقُ بينهما أنَّ الاخْتِيَالَ يكونُ بالنَّفْس والفَخْر يكون بالقَوْل، فهذا الرَّجُل عنده خُيَلَاءُ في نفسِه واخْتِيالٌ على عِبَادِ الله، وعنده فَخْرٌ بلسَانِه يَفْخُرُ بنفسِه ويقول: أنا فُلَانُ بن فُلَان. فيَمْتَدِحُ نفسَه، ولكن هذا - كَمَا جَاءَ في .. الفَوَائِد - ما لم يَكُنْ في الحرْب فإن كَان في الحَرْب فلا بأسَ أن يفْخَرَ الإنْسَان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أَنَا النَبِيُّ لَا كَذِب أنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِب ) ورأى بعضَ أصحابِه يَمْشِي مِشْيَة المـُتَبَخْتِر فقال: ( إنَّ هَذِه لَمِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا الله إلا في هذا الـمَوْقِف ) ففي بَابِ الحرْب يجوزُ للإِنْسَان أن يَفْتَخِر ويجوزُ أن يتَعَاظَمَ في نفسِه لأنَّه أمَامِ أعداءِ الله الذِين يَنْبَغِي إذْلَالُـهُم.
(( وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا )) قال: (ولا تمشِ) هذا مجزُوم بحذفِ الياء (( فِي الأَرْضِ )) أي على الأرض (( مَرَحًا )) قَال المؤلف: " أي خُيَلَاء " المَرَح بمعنى البَطَر والأَشَر، والخُيلَاءُ مِن ذلك، فلا تكون مُتَبَخْتِرًا في مِشْيَتِك مُتَعَالِيًا في نفسِك ولكن امْشِ مِشْيَةَ المُتَذَلِّل الخَاضِعُ لله عَز وجَل غَيْرُ المُتَعَلِّي على عِبَادِ الله.
وقولُه: (( إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )) نعم، ذَكَرَ هنا ( لَا تُصَعِّرْ خدَّك لِلناسِ ولَا تمشِ في الأرضِ مَرَحًا ) فالأوَّل في مُعَامَلَة النَّاس (( لا تُصَعِّر خَدَّك للناس ))، والثاني في هَيْئَتِه بِنَفْسِهِ ألَّا يَمْشِيَ في الأرْضِ مَرَحًا وإنَّمَا يَمشِي كما يَمشِي عِبَادُ الرحْمَن(( الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )).
(( إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )) (( إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ )) مُتَبَخْتِرٍ في مَشْيِه (( فَخُورٍ )) عَلَى النَّاسِ " (مُخْتَال) أي فَاعِل لِلخُيَلَاء، و(فَخُور) أي مُفْتَخِرٍ بِنَفْسِه، والفرْقُ بينهما أنَّ الاخْتِيَالَ يكونُ بالنَّفْس والفَخْر يكون بالقَوْل، فهذا الرَّجُل عنده خُيَلَاءُ في نفسِه واخْتِيالٌ على عِبَادِ الله، وعنده فَخْرٌ بلسَانِه يَفْخُرُ بنفسِه ويقول: أنا فُلَانُ بن فُلَان. فيَمْتَدِحُ نفسَه، ولكن هذا - كَمَا جَاءَ في .. الفَوَائِد - ما لم يَكُنْ في الحرْب فإن كَان في الحَرْب فلا بأسَ أن يفْخَرَ الإنْسَان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أَنَا النَبِيُّ لَا كَذِب أنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِب ) ورأى بعضَ أصحابِه يَمْشِي مِشْيَة المـُتَبَخْتِر فقال: ( إنَّ هَذِه لَمِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا الله إلا في هذا الـمَوْقِف ) ففي بَابِ الحرْب يجوزُ للإِنْسَان أن يَفْتَخِر ويجوزُ أن يتَعَاظَمَ في نفسِه لأنَّه أمَامِ أعداءِ الله الذِين يَنْبَغِي إذْلَالُـهُم.