فوائد قول الله تعالى : (( واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير )) حفظ
ثم قال تعالى: (( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضُ مِن صَوْتِك )) يُسْتفاد مِن هذه الآيَة الكريمة أنَّه ينبغي لِلإنسَان أن يكونَ مَشْيُه قَصدًا لا إِسْراعًا مُخِلًّا ولا دَبِيبًا مُتَبَاطِئًا، فالإِسْرَاع اللِّي فِيه التَهُّور والعَجَلَة والطَّيْش مَذْمُوم، والتَبَاطُؤ والدَّبِيب أيضًا مَذْمُوم. فيُستفَاد منه أنه ينبغي أن يكُون الإنسانُ في مَشْيِه قَصْدًا بيْنَ الإِسْراَع والتَبَاطُؤ.
ومِن فَوائِدها أيضًا أن يُقال: إِذَا كان هذا في الـمَشْيِ الحِسِّي فليكُن كَذلِك في الـمَشْيِ الـمَعْنَوِيّ مِن الآداب والأخْلَاق لا ينبغي للإنسَان أنْ يُسْرِعَ سُرَعَةً مُخِلَّةً ولا أنْ يَتَبَاطَأَ تَبَاطُؤًا مُفَوِّتًا لِلمَقْصُود، أمَّا الإِسْراَعُ إلى الخَيْر فقد أَمَرَ اللهُ بِه ولكنَّه لا يَتَجَاوَزُ الحَدَّ، ولهذا قال النَبِيُّ عَلَيه الصَّلاة والسلام: ( إِذَا سَمِعْتُم الإِقَامَة فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاة وَعَلَيْكُم السَّكِينَة والوَقَار ولا تُسْرِعُوا ).
وَيُسْتَفَاد مِن الآيَة الكَرِيمَة أيضًا أنَّه ينْبَغِي للإِنسَان أنْ يَغُضَّ مِن صوتِه، لقولِه: (( وَاغْضُضْ مِن صَوتِك ))، وذَكَرْنَا أَمْس أنه يَشْمَل الكَمِّيَّة والكَيْفِيَّة فإنَّه في بَعْضِ الأحْيَان يَنبغِي رَفْعُ الصَّوت كما في الأَذَان والخُطْبَة ومَا أشْبَهَها.
ويُستفاد مِن الآية الكرِيمة أنَّ رَفْع الصَّوت في غَيرِ مَحَلِّه مُحَرَّم، لِقولِه: (( إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ )) فإنَّ هذا التشبيه يَقْتَضِي التَّنْفِيرَ مِنه، وقد قال النَبِيُّ عليه الصلاة والسلام: ( لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْء).
ومِن فوائد الآية الكريمة ذَمُّ أَصْوَات الحَمِير، لِقولِه: (( إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ))، وهل يُؤْخَذ مِنها أنَّ لِلجَارِ أنْ يُطَالِبَ جَارَهُ إذا كان عِنْدَه حَمَارٌ نَهَّاقً بِبَيْعِهِ وَإِزَالَتِهِ ولَّا لا؟ أي نعم، لَه أن يُطَالِب بذلك إذا كان نهيقُه غَير مُعْتَادٍ، لأن بَعْض الحَمِير كَثِير النَّهِيق فعلى هذا له أنْ يُطَالِب، مثل ما قَالَ الفقهاء رحِمَهم الله: إنَّ له أنْ يمنَعَه مِن الرَّحَى التي يَطْحَنُ بها دائمًا وكذلك مِن تغْسِيل الثِّيَاب وبثِّها دائمًا، كُلُّ ما يُؤْذِي الجَار فلِجَارِه أنْ يَمْنَعَه مِنْه، فإذا كَان الله قد وَصَفَ النَّهِيق بأنه أنْكَرُ الأصْوَات فإنَّه له أن يُطَالِب فيَقُول: بِعْ هذا الحِمَار وإلَّا اجْعَلْه في مَحَلٍّ آخَر حتى لا أَتَأَذَّى بِه، نعم.
الطالب: آلات اللَّهْو يعني أعْظَم من ..
الشيخ : نَعَم لَه أن يُطَالِبَ جَارَه بهذا، يعني لو أنَّه صارَ يَرْفَعُ أصْوَاتَ المزَامِير -والعياذُ بالله- والغِنَاء فلَهُ الحَقّ أن يُطَالِب حَتَّى وإنْ لَم تُزْعِجْهُ، لأن هذا مُنْكَر، لكن لو كَان له جار يَصْعَدُ إلى السَّطْح في أيَّامِ الصَّيْف وعندَه مُسَجِّل فيه أشْرِطة مِن القرآن ثُم يفْتَحُها بِرَفْع صوت فلِجَارِه أن يُطَالِب بالمنْع؟
الطالب: نعم.
الشيخ : نعم .. لو قال: كيف؟! ... مِن القُرْآن، نَحْن ما نمنَع نقُول: اسْتَمِع لَكِن اخْفِض الصَّوت، يعني هذا يُؤْذِينِي، وليْس يُؤْذِيني لأنِّي أَكْرَهُ القُرآن لكن أنا أُرِيدُ النَّوْم وأولادِي يُرِيدُون النَّوْم وأَهْلِي يرِيدُون النَّوْم والنَّبِي عليه الصلاة والسلام يقول: ( لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُم عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآن ) فَلَه أن يَمْنَع مَع أنَّ هذه عند العامة أمرُها كَبِير يعني لو أَحَد طَلَب مِن جَارِه ألَّا يَرْفَعَ صَوتَه بِقِرَاءَة القُرآن لَحَمَلَ الناس عليه رَايَةَ الاستِنْكار، ولكن لا يُهِمّ العَامَّة ما يُهمّ، إنكارُهم أو إِقرَارُهم ليس له أَصْل، نعم ...
ومِن فَوائِدها أيضًا أن يُقال: إِذَا كان هذا في الـمَشْيِ الحِسِّي فليكُن كَذلِك في الـمَشْيِ الـمَعْنَوِيّ مِن الآداب والأخْلَاق لا ينبغي للإنسَان أنْ يُسْرِعَ سُرَعَةً مُخِلَّةً ولا أنْ يَتَبَاطَأَ تَبَاطُؤًا مُفَوِّتًا لِلمَقْصُود، أمَّا الإِسْراَعُ إلى الخَيْر فقد أَمَرَ اللهُ بِه ولكنَّه لا يَتَجَاوَزُ الحَدَّ، ولهذا قال النَبِيُّ عَلَيه الصَّلاة والسلام: ( إِذَا سَمِعْتُم الإِقَامَة فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاة وَعَلَيْكُم السَّكِينَة والوَقَار ولا تُسْرِعُوا ).
وَيُسْتَفَاد مِن الآيَة الكَرِيمَة أيضًا أنَّه ينْبَغِي للإِنسَان أنْ يَغُضَّ مِن صوتِه، لقولِه: (( وَاغْضُضْ مِن صَوتِك ))، وذَكَرْنَا أَمْس أنه يَشْمَل الكَمِّيَّة والكَيْفِيَّة فإنَّه في بَعْضِ الأحْيَان يَنبغِي رَفْعُ الصَّوت كما في الأَذَان والخُطْبَة ومَا أشْبَهَها.
ويُستفاد مِن الآية الكرِيمة أنَّ رَفْع الصَّوت في غَيرِ مَحَلِّه مُحَرَّم، لِقولِه: (( إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ )) فإنَّ هذا التشبيه يَقْتَضِي التَّنْفِيرَ مِنه، وقد قال النَبِيُّ عليه الصلاة والسلام: ( لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْء).
ومِن فوائد الآية الكريمة ذَمُّ أَصْوَات الحَمِير، لِقولِه: (( إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ))، وهل يُؤْخَذ مِنها أنَّ لِلجَارِ أنْ يُطَالِبَ جَارَهُ إذا كان عِنْدَه حَمَارٌ نَهَّاقً بِبَيْعِهِ وَإِزَالَتِهِ ولَّا لا؟ أي نعم، لَه أن يُطَالِب بذلك إذا كان نهيقُه غَير مُعْتَادٍ، لأن بَعْض الحَمِير كَثِير النَّهِيق فعلى هذا له أنْ يُطَالِب، مثل ما قَالَ الفقهاء رحِمَهم الله: إنَّ له أنْ يمنَعَه مِن الرَّحَى التي يَطْحَنُ بها دائمًا وكذلك مِن تغْسِيل الثِّيَاب وبثِّها دائمًا، كُلُّ ما يُؤْذِي الجَار فلِجَارِه أنْ يَمْنَعَه مِنْه، فإذا كَان الله قد وَصَفَ النَّهِيق بأنه أنْكَرُ الأصْوَات فإنَّه له أن يُطَالِب فيَقُول: بِعْ هذا الحِمَار وإلَّا اجْعَلْه في مَحَلٍّ آخَر حتى لا أَتَأَذَّى بِه، نعم.
الطالب: آلات اللَّهْو يعني أعْظَم من ..
الشيخ : نَعَم لَه أن يُطَالِبَ جَارَه بهذا، يعني لو أنَّه صارَ يَرْفَعُ أصْوَاتَ المزَامِير -والعياذُ بالله- والغِنَاء فلَهُ الحَقّ أن يُطَالِب حَتَّى وإنْ لَم تُزْعِجْهُ، لأن هذا مُنْكَر، لكن لو كَان له جار يَصْعَدُ إلى السَّطْح في أيَّامِ الصَّيْف وعندَه مُسَجِّل فيه أشْرِطة مِن القرآن ثُم يفْتَحُها بِرَفْع صوت فلِجَارِه أن يُطَالِب بالمنْع؟
الطالب: نعم.
الشيخ : نعم .. لو قال: كيف؟! ... مِن القُرْآن، نَحْن ما نمنَع نقُول: اسْتَمِع لَكِن اخْفِض الصَّوت، يعني هذا يُؤْذِينِي، وليْس يُؤْذِيني لأنِّي أَكْرَهُ القُرآن لكن أنا أُرِيدُ النَّوْم وأولادِي يُرِيدُون النَّوْم وأَهْلِي يرِيدُون النَّوْم والنَّبِي عليه الصلاة والسلام يقول: ( لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُم عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآن ) فَلَه أن يَمْنَع مَع أنَّ هذه عند العامة أمرُها كَبِير يعني لو أَحَد طَلَب مِن جَارِه ألَّا يَرْفَعَ صَوتَه بِقِرَاءَة القُرآن لَحَمَلَ الناس عليه رَايَةَ الاستِنْكار، ولكن لا يُهِمّ العَامَّة ما يُهمّ، إنكارُهم أو إِقرَارُهم ليس له أَصْل، نعم ...