فوائد قول الله تعالى : (( ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة )) حفظ
ثم قال تعالى: (( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُم مَا فِي السَّمَاوَاتِ ومَا فِي الأَرْضِ )) في هذه الآية الكريمة بيان نِعْمِةِ الله سبحانه وتعالى على عبادِه بهذه النِّعَم.
ومِن فوائدِها أنَّ الله جلَّ وعَلَا يُحِبُّ أن يَتَمَدَّح بما أعطى أو بما أسْدَى إِلى عباده مِن النِّعَم، لقولِه: (( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ الله )).
ومِنها أنَّ الله تعالى سَخَّرَ لنا ما في السَّمَاوات وما في الأَرْض، نعم، وهو ظاهر وقد قال الله تعالى في آية أخرى: (( وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ ومَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْه )).
ومِنه جَوَاز استِخْدامِ ما في هذا الكَوْن السماوات والأرض لِمَصَالِحِنا، لِأنَّه مُسَخَّرٌ لَنَا فإذا كان مُسَخَّرًا لنا فَلَنا أنْ نَنْتَفِعَ به فيما أَحَلَّ اللهُ لنا، نعم، فلو قال قائلٌ مثلًا: هل لنا أن نُنَقِّب عن المـَعَادِن الجَارِيَة والجَامِدَة؟ نقول: نعم، هل لنا أن نُحَاوِل الصُّعُود إلى الكَوَاكِب والنُّجُوم لِنَرَى ما فيها مِن الآيات وكيْفَ سُخِّرَتْ لَنَا؟ الجواب: نعم، ولكنْ على كُلِّ حَال إذا كان هذا يُكَلِّفُ نَفَقَاتٍ باهِظة أكْثَر مما نَسْتَفِيدُ مِنه فإنَّ الحِكْمَةَ تَقْتَضِي ألَّا نَفْعَل، لأنَّ الآن هذه الـمُحَاولات يكُون فيها مِن نَفَادِ الأمْوَال شَيْءٌ كَثِير فإذا قُدِّرَ أنَّ ما فِيها مِن نَفَاد الأموال أَكْثَر بِأَضْعَافٍ وأَضْعَاف مما نَسْتَفِيدُ منها فإنَّ العقْلَ يقْتَضِي ألَّا نَفْعَل، لأنَّ هذا مِن السَّفَهِ والتَّبْذِير، والإِنْسَانُ العَاقِل لا يَبْذُلُ الـمَال إلَّا وهو يَرَى أنَّه يَنْتَفِعُ بأكثرَ مِمَّا بَذَل أليس كذلك؟ لو فُرِض أنك بَذَلْتَ مالًا قدرُه أَلفُ رِيَال لِتحْصُلَ على مَنْفَعَةٍ تُسَاوِي أَلْفَيْ رِيَال مَحمُود هذا ولَّا لا؟
الطلبة: نعم.
الشيخ : طيب، بالعكس بَذَلْتَ مالًا يَبْلُغُ أَلفُ رِيال لِتحْصِيلِ مَنْفَعَةٍ بقَدْرِ أَلْفِ رِيال هذا مَذْمُوم لأنَّك الآن أضَعْتَ أَلْفَ رِيَال بِدُون فَائِدَة فيكُونُ هذا مِن إضَاعَةِ الـمَال والإسْرَاف.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ نِعَمَ اللهِ عز وجل وَافِرةٌ يعني كَثِيرَة كَامِلَة، لقولِه: (( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ )).
ومِن فوائدها أنَّ نِعَمَ الله عز وجل نوعان: ظَاهِرَة وباطِنة، سَواءٌ فسَّرْنا الظاهِرة بالأُمُور المحْسُوسَة والبَاطِنَة بالأُمُور المعْنَوِيَّة أو فسَّرْناها بالظَّاهِرَة لِكُلِّ أَحَد والباطِنة ما لا يعرِفُها إلا صَاحبُها، أو فَسَّرْنَا الظَّاهِرَة بما هو عَامّ يَعُمُّ جَمِيع النَّاس كالـمَطر والخِصْب، والباطِنة بما هو دُونَ ذلك، على كُلِّ حَال النِّعَم وَافِرة بَلْ صَادِرَة مِن كُلِّ وَجْه.
ويُستَفاد مِن الآيات السابقة مِن وَصَايا لُقمَان يُستفاد منها ما أعطَاهُ الله تعالى مِن الحكم فإنَّ كُلَّ ما أوصَى بِه ابنَه كُلُّه حِكَم مُوَافِقٌ لِلعَقْل والشَّرْعُ أيْضًا يُؤَيِّدُهُ ولَّا لا؟ يُؤَيِّدُه.
ويستفاد منها أيضًا أن اللهَ عز وجل إذا قَصَّ علينا نَبَأَ أَحَد فإنْ كانَ ذلك خَيْرًا فإنَّه يُرِيد مِنَّا أن نَفعَلَهُ، وإن كان غيرَ ذلك فإنَّه يُرِيدُ مِنَّا أن نَتَجَنَّبَهُ، لَمَّا قَصَّ علينا قِصَّةَ قارُون (( إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي )) قَصَّ ذلك عليْنَا لِنَحْذَر ونَخَاف ولأجل ألا نسكُت على مَن رأَيْنَاه يُبَدِّل ويُفْسِد في الأَرْض، وهنا قَصَّ علينا قِصَّة لُقْمَان مِن أجل أنْ نَعْتَبِرَ بهذه الحِكَم وأن نَقْتَدِيَ به في نَصِيحَة أبنائِنا وأهلِنا
ومِن فوائدِها أنَّ الله جلَّ وعَلَا يُحِبُّ أن يَتَمَدَّح بما أعطى أو بما أسْدَى إِلى عباده مِن النِّعَم، لقولِه: (( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ الله )).
ومِنها أنَّ الله تعالى سَخَّرَ لنا ما في السَّمَاوات وما في الأَرْض، نعم، وهو ظاهر وقد قال الله تعالى في آية أخرى: (( وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ ومَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْه )).
ومِنه جَوَاز استِخْدامِ ما في هذا الكَوْن السماوات والأرض لِمَصَالِحِنا، لِأنَّه مُسَخَّرٌ لَنَا فإذا كان مُسَخَّرًا لنا فَلَنا أنْ نَنْتَفِعَ به فيما أَحَلَّ اللهُ لنا، نعم، فلو قال قائلٌ مثلًا: هل لنا أن نُنَقِّب عن المـَعَادِن الجَارِيَة والجَامِدَة؟ نقول: نعم، هل لنا أن نُحَاوِل الصُّعُود إلى الكَوَاكِب والنُّجُوم لِنَرَى ما فيها مِن الآيات وكيْفَ سُخِّرَتْ لَنَا؟ الجواب: نعم، ولكنْ على كُلِّ حَال إذا كان هذا يُكَلِّفُ نَفَقَاتٍ باهِظة أكْثَر مما نَسْتَفِيدُ مِنه فإنَّ الحِكْمَةَ تَقْتَضِي ألَّا نَفْعَل، لأنَّ الآن هذه الـمُحَاولات يكُون فيها مِن نَفَادِ الأمْوَال شَيْءٌ كَثِير فإذا قُدِّرَ أنَّ ما فِيها مِن نَفَاد الأموال أَكْثَر بِأَضْعَافٍ وأَضْعَاف مما نَسْتَفِيدُ منها فإنَّ العقْلَ يقْتَضِي ألَّا نَفْعَل، لأنَّ هذا مِن السَّفَهِ والتَّبْذِير، والإِنْسَانُ العَاقِل لا يَبْذُلُ الـمَال إلَّا وهو يَرَى أنَّه يَنْتَفِعُ بأكثرَ مِمَّا بَذَل أليس كذلك؟ لو فُرِض أنك بَذَلْتَ مالًا قدرُه أَلفُ رِيَال لِتحْصُلَ على مَنْفَعَةٍ تُسَاوِي أَلْفَيْ رِيَال مَحمُود هذا ولَّا لا؟
الطلبة: نعم.
الشيخ : طيب، بالعكس بَذَلْتَ مالًا يَبْلُغُ أَلفُ رِيال لِتحْصِيلِ مَنْفَعَةٍ بقَدْرِ أَلْفِ رِيال هذا مَذْمُوم لأنَّك الآن أضَعْتَ أَلْفَ رِيَال بِدُون فَائِدَة فيكُونُ هذا مِن إضَاعَةِ الـمَال والإسْرَاف.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ نِعَمَ اللهِ عز وجل وَافِرةٌ يعني كَثِيرَة كَامِلَة، لقولِه: (( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ )).
ومِن فوائدها أنَّ نِعَمَ الله عز وجل نوعان: ظَاهِرَة وباطِنة، سَواءٌ فسَّرْنا الظاهِرة بالأُمُور المحْسُوسَة والبَاطِنَة بالأُمُور المعْنَوِيَّة أو فسَّرْناها بالظَّاهِرَة لِكُلِّ أَحَد والباطِنة ما لا يعرِفُها إلا صَاحبُها، أو فَسَّرْنَا الظَّاهِرَة بما هو عَامّ يَعُمُّ جَمِيع النَّاس كالـمَطر والخِصْب، والباطِنة بما هو دُونَ ذلك، على كُلِّ حَال النِّعَم وَافِرة بَلْ صَادِرَة مِن كُلِّ وَجْه.
ويُستَفاد مِن الآيات السابقة مِن وَصَايا لُقمَان يُستفاد منها ما أعطَاهُ الله تعالى مِن الحكم فإنَّ كُلَّ ما أوصَى بِه ابنَه كُلُّه حِكَم مُوَافِقٌ لِلعَقْل والشَّرْعُ أيْضًا يُؤَيِّدُهُ ولَّا لا؟ يُؤَيِّدُه.
ويستفاد منها أيضًا أن اللهَ عز وجل إذا قَصَّ علينا نَبَأَ أَحَد فإنْ كانَ ذلك خَيْرًا فإنَّه يُرِيد مِنَّا أن نَفعَلَهُ، وإن كان غيرَ ذلك فإنَّه يُرِيدُ مِنَّا أن نَتَجَنَّبَهُ، لَمَّا قَصَّ علينا قِصَّةَ قارُون (( إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي )) قَصَّ ذلك عليْنَا لِنَحْذَر ونَخَاف ولأجل ألا نسكُت على مَن رأَيْنَاه يُبَدِّل ويُفْسِد في الأَرْض، وهنا قَصَّ علينا قِصَّة لُقْمَان مِن أجل أنْ نَعْتَبِرَ بهذه الحِكَم وأن نَقْتَدِيَ به في نَصِيحَة أبنائِنا وأهلِنا