تفسير قول الله تعالى : (( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا )) حفظ
وقال المؤلف: " بالتَّقْلِيد " لِقولِه: (( وَإِذَا قِيلَ لَهُم اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ )) هذا الذي أوْجب لِلمؤلف أن يقول: " بَلْ بِالتَّقْلِيد " لأنه قال لِقوله: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُم اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ )) (قِيلَ لهم) (قيل) هذه مَبْنِي للمَجهُول فَمَنِ القائل؟ الله، الرسول، المؤمِنُون كُلُّ هذا يُمْكِن أن يَكُون، قال الله تعالى: (( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ))[الأعراف:3] والنبي عليه الصلاة والسلام يَحُثُّ الأُمَّةَ على اتِّبَاعِه، والمؤمِنُون كذلك يَدْعُونَ الناس إلى اتِّباَع ما أَنْزَلَ الله، فيكونُ هنا حَذْفُ الفاعِلِ لِإِرَادَةِ العُمُوم (( إِذَا قِيلَ لَهُمْ )) كذا؟ هذا أعَمُّ مِمَّا لو قَال: وإذا قَال الله لهم، أو وإذا قال لهم الرسول، أو وإذا قال المؤمنون، فقولُه: (( إِذَا قِيلَ لَهُمْ )) يكون أَشْمَل.
(( اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ )) (مَا أَنْزَلَ الله) (ما) مفعول (اتبعوا)، و(أنزل الله) ما المرَاد به؟ القُرْآن لا شَك، لأن الله أنزله، السُنَّة؟
الطالب: لا.
الشيخ : (لا) كيف؟! (( وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِّتَابَ والحِكْمَةَ )) قال العلماء: الحِكْمَة هي السُّنَّة، إذًا (ما أَنْزَلَ الله) مِن القرآن ومِن السُّنَّة، لأنَّ السُّنَّة وَحْي إِنْ كان الله أَلقَاهَا إلى رَسُولِه، وإلَّا فإقراره -سبحانه- إيَّاهَا بِمَنْزِلَةِ الوَحْي، ولهذا قال العلماء: إن إِقْرَارَ النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم ... بِمَنْزِلَة قولِه.
(( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ))[لقمان:21] (بل) للإِضراب الإِبْطَالِيّ أو الانْتِقَالِيّ؟ الإِبْطَالِي يعني: بل لا نَتَّبِعُ ما أَنْزَلَ الله، نعم، وإنما نَتَّبِع ما وَجدْنَا عليه آبائَنا وهذا مُعَارَضَةُ حَقٍّ بِبَاطِل، لأنَّهم الآن عَدَلُوا عَمَّا أنزَل الله عَزَّ وجَل إلى الآراءِ فقط والأهواء (( مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَائَنَا )) ولو كان شِرْكًا، طيب، ولو كان طَاعَة؟ نقول: نعم هم يقولون: ولو كان طَاعَة، فيكُونُ اتِّبَاعُهُم لما عليه آباؤُهُم لا لِأَنَّه شَرْع ولكن لِأَنَّ عَلَيْه آبَائَهُم، وحِينَئِذٍ فلا يَكُون اتِّبَاعُهم -اتِّباَعُ آبائِهم في هذا الحَال- اتِّبَاعًا لِلشَّرْع ولا اتِّبَاعًا مَحْمُودًا، وعلى هذا فنقول في مَن دُعِيَ إلى الكتاب والسُّنَّة وقال: أنا أُرِيد أن أَتَّبِع فُلَانًا الإمَام الفُلَاني أو العَالِم الفلاني مَعَ بَيَانِ السُّنَّةِ ووُضُوحِها يكُونُ مُشَابِهًا لِهَؤُلَاءِ الـمُشْرِكِين؟ نعم يَكُونُ مُشَابِهًا لهم
(( اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ )) (مَا أَنْزَلَ الله) (ما) مفعول (اتبعوا)، و(أنزل الله) ما المرَاد به؟ القُرْآن لا شَك، لأن الله أنزله، السُنَّة؟
الطالب: لا.
الشيخ : (لا) كيف؟! (( وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِّتَابَ والحِكْمَةَ )) قال العلماء: الحِكْمَة هي السُّنَّة، إذًا (ما أَنْزَلَ الله) مِن القرآن ومِن السُّنَّة، لأنَّ السُّنَّة وَحْي إِنْ كان الله أَلقَاهَا إلى رَسُولِه، وإلَّا فإقراره -سبحانه- إيَّاهَا بِمَنْزِلَةِ الوَحْي، ولهذا قال العلماء: إن إِقْرَارَ النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم ... بِمَنْزِلَة قولِه.
(( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ))[لقمان:21] (بل) للإِضراب الإِبْطَالِيّ أو الانْتِقَالِيّ؟ الإِبْطَالِي يعني: بل لا نَتَّبِعُ ما أَنْزَلَ الله، نعم، وإنما نَتَّبِع ما وَجدْنَا عليه آبائَنا وهذا مُعَارَضَةُ حَقٍّ بِبَاطِل، لأنَّهم الآن عَدَلُوا عَمَّا أنزَل الله عَزَّ وجَل إلى الآراءِ فقط والأهواء (( مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَائَنَا )) ولو كان شِرْكًا، طيب، ولو كان طَاعَة؟ نقول: نعم هم يقولون: ولو كان طَاعَة، فيكُونُ اتِّبَاعُهُم لما عليه آباؤُهُم لا لِأَنَّه شَرْع ولكن لِأَنَّ عَلَيْه آبَائَهُم، وحِينَئِذٍ فلا يَكُون اتِّبَاعُهم -اتِّباَعُ آبائِهم في هذا الحَال- اتِّبَاعًا لِلشَّرْع ولا اتِّبَاعًا مَحْمُودًا، وعلى هذا فنقول في مَن دُعِيَ إلى الكتاب والسُّنَّة وقال: أنا أُرِيد أن أَتَّبِع فُلَانًا الإمَام الفُلَاني أو العَالِم الفلاني مَعَ بَيَانِ السُّنَّةِ ووُضُوحِها يكُونُ مُشَابِهًا لِهَؤُلَاءِ الـمُشْرِكِين؟ نعم يَكُونُ مُشَابِهًا لهم