تفسير قول الله تعالى : (( ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور )) حفظ
قال: (( وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ )) يا مُحَمَّدُ (( كُفْرُهُ )) لَا تَهْتَمَّ بِكُفْرِه (( إِلَيْنَا مَرِجُعُهُمْ )) " إلى آخِرِه قال: (( مَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ )) (مَنْ) هذه شَرْطِيَّةِ وفِعْل الشَّرْط (( كَفَر )) وجوابُه قولُه: (( فَلَا يَحْزُنْكَ )) وقُرِنَ بالفاءِ، لأنَّ الجُمْلَة اسْمِيَّة جملة اسْمِيَّة (فَلَا يَحْزُنْكَ)، وقوله: (( وَمَن ْكَفَرَ )) هذا عامّ مِن الأَقَارِب والأَبَاعِد لأنَّ الرسول عليه الصلاة والسَّلام يحزن لِكُفْرِ الكافِرِين سواءٌ كانوا أقَارِبَ له أمْ أبَاعِد، وقوله: " (( فَلَا يَحْزُنْكَ )) يا مُحَمَّد " أَبَانَ المؤلف رحمه الله أنَّ الخطاب في قولِه (( فَلَا يَحْزُنْكَ )) لِمَن؟ لِلرسول صلى الله عليه وسلم، ويحتَمِل أن يكونَ مُوَجَّهًا للرسول عليه الصلاة والسَّلام ولِكُلِّ مَن يَصِحُّ خِطَابُه مِمَّن شَأْنُه أن يَحْزَن إذَا كَفَرَ عِبَادُ الله فيكونُ على هذا المعنى أَعَم مما قال المؤَلِّف، وقوله: (( فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ )) ما هو الحُزْن؟ الحُزْنُ هو ضِدُّ السُّرُور وإذا قِيل حُزْن وخَوْف صار الحُزْنُ على الماضِي والخَوْف لِلْمُسْتَقْبَل، نعم، وقد يُطْلَقُ الحُزْنُ على الخَوْف كما في قوله تعالى: (( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لِا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا )) يعني (لا تَحْزَنْ) أي لا تَخَفْ فإنَّ الله معنا، على أنه يحتَمِل أنَّ معنى (لا تحزن) على ما فعلْنَا مِن اللُّجُوءِ إلى هذا الغار فيكونُ على بابِه على الأَصْل، وقولُه: (( فلا يَحْزُنْك )) قال المؤلف: " لا تَهْتَمَّ بكفْرِه "، وظاهرُ كلامِه أنَّ الحُزْنَ هنا بمعنى الاهْتِمَامِ بالشَيء يعني لا يَهُمَّنَّكَ أمْرُهم، ولكنَّ الحُزْن أَخَصُّ مِن الاهْتِمَام فإِبْقَاءُ الآية على ظاهرِها وهو أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام يحْزَن إذا كَفَرَ الناس وكذلك مَن كان ناصِحًا لله ولِرسولِه يَحْزَن إذا كَفَر الناس أو قُل: إنَّ حملَها على ظاهرِها أوْلَى، وفعلًا الإنسان الناصِح يحزَن إذا كَفَر الناس يحْزَن لِأَمْرَيْن أولًّا رَحْمَةً لِهؤلاء الذين كَفَرُوا، والثاني حُزْنًا على ما فَاتَ الإسلام مِن كَثْرَةِ مُتَّبِعِيه، لأنَّ كَثْرَةَ مُتَّبِعِي الإِسْلَام عِزٌّ لِلإسلام أليس كذلك؟ وش الدَّلِيل أنَّ الكَثْرة عِزّ؟
الطالب: ....
الشيخ : وغيره مِن القرآن؟ فيه في القرآن آيَتَان تَدُلُّ على أنَّ الكَثْرَةَ عِزّ؟
الطالب: آية الأنفال
الشيخ : لا، نعم ربما .. فيه (( وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُم )) ربما .. قال شُعَيْبٌ لِقومِه: (( وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ ))، وقال تعالى مُمْتَنًّا على بَنِي إسْرَائِيل: (( وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفْيرًا )) فالكَثْرَةُ عِزّ بالدليل الشَرْعِيّ والواقِعِيّ، الآن الصِّين الشُيُوعِيَّة بالنِّسْبَةِ لِلقُوَّة الصِّنَاعِيَّة مَا تُقَارَن بالرُّوس ولا بِأمْرِيكَا ومع ذلك يهَابُونها، يَهابُونَها لِمَاذا؟ لِلْكَثْرَة كما يقول القَائِل: ... نعم، وأعداءُ المسلمين الآن يُحَبِّذُون للمسلمين أن يُقَلِّلُوا النَّسْلَ فتارَةً يقولون: إذا كَثَّرْتُم النَّسْل ضَاقَ الرِّزْق كقَوْلِ الكُفَّار الذين يقْتُلُون أولادَهم خَشْيَةَ الإِمْلَاق، وتارةً يقولون: إذا كَثُرَ الأولَاد عَجَزْتُم عن تَرْبِيَتِهم. إِسَاءَةَ ظَنٍّ بالله عز وجل، وتارةً يقولون: إذا كَثُرَ الحَمْل {عليكم السلام} ضَعُفَتِ المرْأَة ولَحِقَها الضَّعْف، وهذا لا بُدَّ منه لا بُدَّ أن تَضْعَفَ المرأة كما قال تعالى: (( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ )) والحاصِل أن كَثْرَةَ الأُمَم عِزٌّ لَهَا.
وقولُه: (( فلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُم )) جُمْلَة خَبَرِيَّة قُدِّمَ فيها الخَبْر، لإِفَادَة الحَصْر (( إِلَيْنَا )) يعني نَحْنُ إلى الله عز وجل لا إلى غَيْرِه، وقولُه: (( مَرْجِعُهُم )) مَصْدَرٌ .. أي رُجُوعُهم، فرجوعُهم إلى الله عز وجل لا إلى غيرِه، وهو الذي يحاسِبُهم على أعمالِهم ولهذا قال: (( فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )) (نُنَبِّئُهُمْ) نُخْبِرُهُمْ طيب، وإذا أُخْبِرُوا بذلك يُجَازَوْنَ عَلَيْه؟ نعم، الغَادِر لا بُدَّ أن يُجَازَى على ذَنْبِه ولكنَّه يُجَازَى بالعَدْل ولهذا كانت النَّارُ دَرَكَات بحَسَبِ جُرْمِ الكافِرين، والمنافِقُون في الدَّرْك الأسفل مِن النَّار فقوله: (نُنَبِّئُهُم) نُخْبِرُهم على سَبِيلِ التَّوبِيخ والإِهَانَة ثُمَّ نُجَازيهم بما يستَحِقُّون، قوله: (( إِلَيْنَا فَنُنَبِّئُهُمْ )) هذا ضَمِير جَمْع لكن المرادُ به؟
الطالب: التعليل.
الشيخ : التَّعْلِيل غير التَّعْلِيل لَا يَصِحّ، (( إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )) هذا تَكْمِيل لِل.. يعني أنَّ اللهَ عليمٌ بذات الصدور وما هي ذاتُ الصدور؟ ذاتُ الصدور هي القُلُوب، لأنها فِيهَا قال تعالى: (( وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )) فمعنى ذاتُ الصدور أي صَاحِبَة الصُّدور وهي القُلُوب، وقال: (( ذات الصدور )) هنا القلوب، لأنَّ ما كان داخِلَ الصَّدْرِ محجُوبٌ عن الخَلْق لا يعلمُه إلا الله عز وجل ولِهذا قال: (( إنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَات الصدور )) وفي قولِه: (( عليم بذات الصدور )) دليلٌ على أنَّ الكافر يُحَاسَب على عَمَلِ القَلْب وهو كذلك فإنَّ الكافر يُحَاسَبُ عليه، لأنه لولا أنَّه يُحَاسَب لم يكُنْ في قولِه: (( إن الله عليم بذات الصدور )) كَبِيرُ فائِدَة، نعم.
الطالب: قوله: (( فلا يحزنك كفره )) .. الشَّرْط جَوَابُ الشَّرْط الثاني أليست طلبية؟
الشيخ : ما هي طلبية، لأَن (لنا) ...، صحيح (فلا يحزنك) نوع فهي طَلَبِيَّة نعم صَح
الطالب: ....
الشيخ : وغيره مِن القرآن؟ فيه في القرآن آيَتَان تَدُلُّ على أنَّ الكَثْرَةَ عِزّ؟
الطالب: آية الأنفال
الشيخ : لا، نعم ربما .. فيه (( وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُم )) ربما .. قال شُعَيْبٌ لِقومِه: (( وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ ))، وقال تعالى مُمْتَنًّا على بَنِي إسْرَائِيل: (( وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفْيرًا )) فالكَثْرَةُ عِزّ بالدليل الشَرْعِيّ والواقِعِيّ، الآن الصِّين الشُيُوعِيَّة بالنِّسْبَةِ لِلقُوَّة الصِّنَاعِيَّة مَا تُقَارَن بالرُّوس ولا بِأمْرِيكَا ومع ذلك يهَابُونها، يَهابُونَها لِمَاذا؟ لِلْكَثْرَة كما يقول القَائِل: ... نعم، وأعداءُ المسلمين الآن يُحَبِّذُون للمسلمين أن يُقَلِّلُوا النَّسْلَ فتارَةً يقولون: إذا كَثَّرْتُم النَّسْل ضَاقَ الرِّزْق كقَوْلِ الكُفَّار الذين يقْتُلُون أولادَهم خَشْيَةَ الإِمْلَاق، وتارةً يقولون: إذا كَثُرَ الأولَاد عَجَزْتُم عن تَرْبِيَتِهم. إِسَاءَةَ ظَنٍّ بالله عز وجل، وتارةً يقولون: إذا كَثُرَ الحَمْل {عليكم السلام} ضَعُفَتِ المرْأَة ولَحِقَها الضَّعْف، وهذا لا بُدَّ منه لا بُدَّ أن تَضْعَفَ المرأة كما قال تعالى: (( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ )) والحاصِل أن كَثْرَةَ الأُمَم عِزٌّ لَهَا.
وقولُه: (( فلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُم )) جُمْلَة خَبَرِيَّة قُدِّمَ فيها الخَبْر، لإِفَادَة الحَصْر (( إِلَيْنَا )) يعني نَحْنُ إلى الله عز وجل لا إلى غَيْرِه، وقولُه: (( مَرْجِعُهُم )) مَصْدَرٌ .. أي رُجُوعُهم، فرجوعُهم إلى الله عز وجل لا إلى غيرِه، وهو الذي يحاسِبُهم على أعمالِهم ولهذا قال: (( فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )) (نُنَبِّئُهُمْ) نُخْبِرُهُمْ طيب، وإذا أُخْبِرُوا بذلك يُجَازَوْنَ عَلَيْه؟ نعم، الغَادِر لا بُدَّ أن يُجَازَى على ذَنْبِه ولكنَّه يُجَازَى بالعَدْل ولهذا كانت النَّارُ دَرَكَات بحَسَبِ جُرْمِ الكافِرين، والمنافِقُون في الدَّرْك الأسفل مِن النَّار فقوله: (نُنَبِّئُهُم) نُخْبِرُهم على سَبِيلِ التَّوبِيخ والإِهَانَة ثُمَّ نُجَازيهم بما يستَحِقُّون، قوله: (( إِلَيْنَا فَنُنَبِّئُهُمْ )) هذا ضَمِير جَمْع لكن المرادُ به؟
الطالب: التعليل.
الشيخ : التَّعْلِيل غير التَّعْلِيل لَا يَصِحّ، (( إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )) هذا تَكْمِيل لِل.. يعني أنَّ اللهَ عليمٌ بذات الصدور وما هي ذاتُ الصدور؟ ذاتُ الصدور هي القُلُوب، لأنها فِيهَا قال تعالى: (( وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )) فمعنى ذاتُ الصدور أي صَاحِبَة الصُّدور وهي القُلُوب، وقال: (( ذات الصدور )) هنا القلوب، لأنَّ ما كان داخِلَ الصَّدْرِ محجُوبٌ عن الخَلْق لا يعلمُه إلا الله عز وجل ولِهذا قال: (( إنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَات الصدور )) وفي قولِه: (( عليم بذات الصدور )) دليلٌ على أنَّ الكافر يُحَاسَب على عَمَلِ القَلْب وهو كذلك فإنَّ الكافر يُحَاسَبُ عليه، لأنه لولا أنَّه يُحَاسَب لم يكُنْ في قولِه: (( إن الله عليم بذات الصدور )) كَبِيرُ فائِدَة، نعم.
الطالب: قوله: (( فلا يحزنك كفره )) .. الشَّرْط جَوَابُ الشَّرْط الثاني أليست طلبية؟
الشيخ : ما هي طلبية، لأَن (لنا) ...، صحيح (فلا يحزنك) نوع فهي طَلَبِيَّة نعم صَح