فوائد قول الله تعالى : (( أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير )) حفظ
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ مُخَالَفَة الدَّلِيل لِلتَّقْلِيد مِن أوامِرِ الشَّيْطَان أو مِن إِجَابَةِ الشيطان، لِقولِه تعالى: (( أَوَلَوْ كَانَ الشيطانُ يدعُوهم إلى عذابِ السَّعيرِ )).
ومِن فوائدها أنَّ مُخَالَفَةَ مَا أنْزَلَ الله سببٌ لِدُخُولِ النَّار لِقولِه: (( يدعوهم إلى عذاب السعير )).
ومِن فوائدِها أنَّ وَسْوَسَةَ الشيطَان التي يُلْقِيها في قلْبِ بنِي آدَم مِن الدَّعْوَة، لِقولِه: (( يدعُوهم )) إذ أنَّ الشَيْطان ليس يَمْثُلُ أمامَهم ويقُول: اتَّبِعُوا كذا. ولكنَّه يُوَسْوِسُ في صُدُورِهم حتى يَتَّبِعُوا وهكذا الشَّيْطان يَأْمُر بِالشَّر.
ومِن فوائد الآية الكَرِيمة الحَذَر مِن وسَاوِسِ الشَّيْطَان، لأنَّ قَوْلَه: (( أَوَ لَو كَانَ الشَّيْطَان )) هذا لِلتَّوْبِيخ والإِنْكَار.
ومِن فوائد الآية الكَرِيمة أنَّ كُلَّ شَيْءٍ يُوجِبُ العُقُوبة فهو مِن تَلْبِيَةِ طَلَبِ الشَّيْطَان كل شيءٍ يُوجِب العُقُوبة والإِثْم فاعْلَمْ أنَّه مِن تَلْبِيَةِ طَلَبِ الشَّيْطَان، لِقولِه: (( أو لو كان الشيطانُ يدعوهم إلى عذابِ السعيرِ )) فمثلًا لو أَرَاد الإنسَان أن يَسْرِق أو أن يَزْنِي أو أن يَشْرَبَ الخَمْر أو أن يَقْتُلَ نفسًا مُحَرَّمَة قلنا: هذا مِن الشيطان وتَلبِيَةٌ لِطلَبِه، لأنَّ الشيطان هو الذي يدعُو إلى عذابِ السعير، هَلْ يُؤْخَذُ مِنْهَا أنَّ الشيطان له عَقْل وَإِرَادَة؟
الطالب: نعم له إرادة.
الشيخ : نعم له عَقْل وإِرَادَة وقد قال الله تعالى في سورة النساء: (( وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُم ضَلَالًا بَعِيدًا )) فالشيطان له إرادة وله تَزْيِين وله تَلْبِيس ولهذا يَجِبُ الحَذَر منه غَايَةَ الحَذَر.
الطالب: ... كان يدعو مشابه الشيطان.
الشيخ : أي نعم، ومِن فوائدِها هذا الذي قُلْت- أَنَّ مَن دَعَا إِلى ما يُوجِب العِقَاب فهو شَبِيهٌ بالشَّيَاطِين، بل لنا أن نقُول إنَّه شَيْطَان، ولِهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الذي يُمَانِع إذا مُنِعَ مِنَ المرور بين يَدَيِ الـمُصَلِّي قال: ( فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْه فإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ )، وقالَ الله تعالى: (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ))[الأنعام:112]