فوائد قول الله تعالى : (( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور )) حفظ
ثم قال الله عز وجل: (( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ))[لقمان:22] يُستَفَادُ مِن هذه الآية الكريمة الفَائِدَةُ العَظِيمَة في الإخلاص والـمُتَابعة، الإخلاصُ مِن قولِه: (( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ )) والـمُتَابَعَةُ مِن قَولِه: (( وَهُوَ مُحْسِنٌ )).
ومِن فوائدِها أنَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ كذلك فهو هَالِك لا مُتَمَسَّكَ له لِأنَّه رَتَّب الاسْتِمْسَاك على هَذِين: إسلامُ الوَجْهِ الله مَع الإِحْسَان وعلى هَذَا فَمَن لَـمْ يَأْتِ بِهِمَا فَلَيْسَ لَه نَجَاة.
ومِن فوائدِها أنَّ أَوْثَقَ ما يَسْتَمْسِكُ به الإِنسان لِلنَّجَاة هُو الإِخْلَاصُ والـمُتَابَعَة لأن كَلِمَة (الوُثْقَى) اسْمُ تَفْضِيل فهي مِثْلُ (أَوْثَق) في الـمُذَكَّر.
ومِنْها فَضِيلَةُ -أَظُن ذَكَرْنَا فَضِيلَة الإِخْلَاص والـمُتَابَعَة ذَكَرْنَاهَا.
الطالب: ذَكَرْنا أنَّ العبادة تقُوم عليهما.
الشيخ : نعم.
ومِنْها أيضًا فَضِيلَةُ الإِحْسَان، لِقولِه: (( وَهُوَ مُحْسِنٌ )) وقد سَبَق لنا أنَّ الإِحْسَان يكونُ في عِبَادَة الله ويكون في مُعَامَلَةِ عِبَاد الله.
ومِن فَوَائِد الآيَة الكَرِيمَة أنَّ عَوَاقِبَ الأُمُور إِلى اللهِ عز وجل فهو الذي بِيَدَه مَلَكُوتُ السماوات والأرض وكم مِن إنسانٍ يُقَدِّر ولكنَّ أَمْرَ الله يَأْتِي عَلَى خِلَاف تَقْدِيرِه الدَّلِيل قولُه: (( وَإِلَى اللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ )) نعم.
ومِن فوائِدِ الآيةِ الكريمة الإِشَارَة إلى أنَّه ينبَغِي لِمَن أسلم وجهَه لله وهو مُحْسِن أن يَصْبِر، لأنَّ العاقبةَ لَه، لا يَتَعَجَّل أو يَسْتَبْعِد الفَرَج أو يسْتَبْعِد النصر، لأنَّ الأمُور كُلّها ترجِع إلى ربِّ العِزَّة سُبْحانَه وتعالى.
ومِن فَوائِد الآيَة الكريمة أنَّه لَا أَحَدَ يَسْتَطِيع أن يُدَبِّرَ في الكَوْن مِن أين تُؤْخَذ؟ مِن تَقْدِيم الخبر الدَالّ عَلَى الحَصْر