فوائد قول الله تعالى : (( ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور )) حفظ
ثُمَّ قالَ اللهُ عزّ وجل: (( وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ))[لقمان:23] يُستفاد مِن هذه الآية الكريمة أنَّ الرسولَ عليه الصلاة والسلام كان يَحْزَن لِكُفْرِ مَن يَكْفُر، لِقولِه: (( فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ )) فإنْ قَالَ قَائِلٌ: هذا لَيْسَ بِصَرِيحٍ على ذَلك قُلْنَا: إِذا لَـمْ يَكُنْ صَرِيحًا فإِنَّه يَدُلّ عَلَى أَنَّ ذلك مُتَوَقَّع مِن الرَّسول عليه الصلاة والسلام، إذ لو لم يكن مَوْجُودًا أو مُتَوَقَّعًا لكانَ النَّهْيُ عنه لا فائِدَةَ منه، وقد قال الله عز وجل في آيةٍ أخرى ما يَدُلّ على أنَّه كان يَحْزَن كما في قولِه تعالى: (( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )) (( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ )) وما أشبه ذلك مِمَّا يدُلّ على أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحْزَن لِكُفْرِهم.
ومِن فوائِد هذه الآية الـمُتَرَتِّب عَلى ما ذَكَرْنا شِدَّةُ حِرْصِ النبي صلى الله عليه وسلَّمَ على هِدَايَةِ الخَلْق لكونِه يَحْزَن لِمَن لا يُؤْمِن مَع أن عَدَم إِيمَانِه لا يَضُر ُّاللهَ ولا رَسُولَه شَيْئًا.
ومِن فوائِد الآية الكريمة أنَّه لا ينبغي للإنسان أَن يَحْزَنَ لِكُفْرِ مَن كَفَر لأنّ الأمْرَ بِيَدِ الله وكونُك تَحْزَن هذا مما يُشْغِلُك عَمَّا يَنْبَغِي أن تَقُومَ به مِن العِبَادَاتِ الخَاصَّة أَنت عليك أَن تَبْذل وتَنْصَح