تفسير قول الله تعالى: (( ثم سواه ونفخ فيه من روحه )) حفظ
ثم جعل نفسه مِن صراط المؤمنين ثم سَوَّاه إذا مَشَيْنَا على ما قال المؤلِّف ففيها أحْكَام كثيرة وهو أنه يقتضي أن ذُرِّيَّةَ آدم بعد جَعْل السلالة من ماء مهين، انتبه وهذا هو الواقع ولّا خلافه؟
الطالب: خلافه.
الشيخ : خلافه، لأن تسوية آدم قبل أن تكون سلالته من ماء مهين فما هو الجواب عن هذا ؟ الجواب من أحد وجهين، إما أن يقال إن قوله: (( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين )) هذه جملة معترِضة لبيان أن آدم اللي كان من طين كان نسله من السلالة ثم عاد إلى آدم، فقال: ثم سواه، وإما أن يقال: إن هذا من باب الترتيب الذكري، وليس من باب الترتيب المعنوي أو الوقتي، والترتيب الذكري موجود في كلام العرب ومنه قول الشاعر: ( إن من ساد ثم ساد أبوه ثم ساد من بعد ذلك جده ) والترتيب هذا على خلاف الواقع، نعم هذا أولى شيء أما إذا قلنا: ثم سواه أي النسل ونفخ فيه من روحه كما قاله بعض المفسرين فالآية على الترتيب ما فيها إشكال لكن فيها هذا الوجه أو هذا القول فيه إشكال في قوله: (( ونفخ فيه من روحه )) فإن هذا الوصف خاص بمن ؟ خاص بآدم، كما قال موسى له وهو يحاجه: ( أنت الذي علمك أسماء كل شيء وأسجد لك ملائكته ونفخ فيك من روحه ) فظاهره أن هذا خاص بآدم، ولهذا الوجهُ الأول أولى من هذا الوجه وإن كان هذا الوجه له قوة من حيث الترتيب ... لكن من حيث أن نفخ الروح ما كان إلا في آدم وفي عيسى كما تعرفون فإنه يدل على أن المراد بقوله: (( ثم سواه )) المراد به من؟ آدم، ويكون عودا على بدأ
(( ونفخ فيه من روحه )) كلمة من روحه مضافة إلى الله، وفيها إشكال إذ أن ظاهرها أن آدم فيه شيء من روح الله فيكون جزءً من الله وهذا شيء ممتنع ومستحيل، فما معنى الإضافة إذاً؟ نقول معناها إنها إضافة خلق وتشريف كما قال تعالى: (( وطهر بيتي للطائفين )) بيتي وهل الكعبة بيت لله يسكنه؟ لا، لكنه بيت أضافه الله لنفسه على سبيل التشريف والتعظيم، وكما قال تعالى: (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )) وكما قال تعالى: (( ناقة الله وسقياها )) ناقة الله هذه الإضافة على سبيل التشريف والتعظيم لهذا الشيء نعم(( ونفخ فيه من روحه )) أي جعله حيا حساسا بعد أن كان جمادا.
الطالب: خلافه.
الشيخ : خلافه، لأن تسوية آدم قبل أن تكون سلالته من ماء مهين فما هو الجواب عن هذا ؟ الجواب من أحد وجهين، إما أن يقال إن قوله: (( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين )) هذه جملة معترِضة لبيان أن آدم اللي كان من طين كان نسله من السلالة ثم عاد إلى آدم، فقال: ثم سواه، وإما أن يقال: إن هذا من باب الترتيب الذكري، وليس من باب الترتيب المعنوي أو الوقتي، والترتيب الذكري موجود في كلام العرب ومنه قول الشاعر: ( إن من ساد ثم ساد أبوه ثم ساد من بعد ذلك جده ) والترتيب هذا على خلاف الواقع، نعم هذا أولى شيء أما إذا قلنا: ثم سواه أي النسل ونفخ فيه من روحه كما قاله بعض المفسرين فالآية على الترتيب ما فيها إشكال لكن فيها هذا الوجه أو هذا القول فيه إشكال في قوله: (( ونفخ فيه من روحه )) فإن هذا الوصف خاص بمن ؟ خاص بآدم، كما قال موسى له وهو يحاجه: ( أنت الذي علمك أسماء كل شيء وأسجد لك ملائكته ونفخ فيك من روحه ) فظاهره أن هذا خاص بآدم، ولهذا الوجهُ الأول أولى من هذا الوجه وإن كان هذا الوجه له قوة من حيث الترتيب ... لكن من حيث أن نفخ الروح ما كان إلا في آدم وفي عيسى كما تعرفون فإنه يدل على أن المراد بقوله: (( ثم سواه )) المراد به من؟ آدم، ويكون عودا على بدأ
(( ونفخ فيه من روحه )) كلمة من روحه مضافة إلى الله، وفيها إشكال إذ أن ظاهرها أن آدم فيه شيء من روح الله فيكون جزءً من الله وهذا شيء ممتنع ومستحيل، فما معنى الإضافة إذاً؟ نقول معناها إنها إضافة خلق وتشريف كما قال تعالى: (( وطهر بيتي للطائفين )) بيتي وهل الكعبة بيت لله يسكنه؟ لا، لكنه بيت أضافه الله لنفسه على سبيل التشريف والتعظيم، وكما قال تعالى: (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )) وكما قال تعالى: (( ناقة الله وسقياها )) ناقة الله هذه الإضافة على سبيل التشريف والتعظيم لهذا الشيء نعم(( ونفخ فيه من روحه )) أي جعله حيا حساسا بعد أن كان جمادا.