تفسير قول الله تعالى: (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون )) حفظ
ثم قال تعالى: (( قُلْ - لهم - يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ))[السجدة:11] أي بقبض أرواحكم، يتوفاكم يقبضكم كما تقول توفيت حقي من فلان أي قبضته، وكذلك استوفيته أي قبضته على سبيل الوفاء وهو الكمال، فمعنى (يتوفاكم) أي يقبضكم والـمُراد قبضُ الأرواح.
وقوله: (( مَلَكُ المَوْتِ )) مَلَك مفرد مَلَائِكَة أو مُفرد أمْلاك، وهو مُشْتَقٌّ مِن الأَلوُكَة بمعنى الرِّسَالة وعلى هذا فأصله: (مَأْلك) ثم حُوِّل فقُدِّمَت اللام وأُخِّرَت الهمزة فكانت مَلْأَك ثم خُفِّف فحُذِفَتِ الهمزة فصار مَلَك ولهذا إذا جُمِعَ جاءَتِ الهمزة فقيل ملائِكَة ولا يقال مَآلِكَة لأنه صار فيه إعلَال بالتحويل يعني تقديم وتأخير، وهو مِن الألوُكة أي الرسالة، ف(ملك الموت) معناه الذي أُرْسِل أرسله الله عز وجل لِقبض الأرواح كما قال تعالى في آية أخرى: (( توفَّتْه رسلنا وهم لا يفرطون ))، وقوله: (ملك الموت) أضيف إلى الموت لأنه يُمِيتُ الناس بإذن الله فسمي ملك الموت، وقد سمي في بعض الآثار بعِزْرَائِيل ولكنه لم يصِحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أن الذين صح أسماءهم من؟ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، ومالكٌ خازن النار، ورضوان خازن الجنة، منكر ونكير فيه بعض الشيء بعضهم أنكر هذا.
الطالب :...
الشيخ :...بعضهم أنكره وعلى كل حال عزرائيل ما ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام على الرغم من أن هذا الاسم أشهَر أسماء الملائكة عند العامة.
وقوله)) ملَكُ الموت الذي وُكِّلَ بكم )) من الذي وكلَّه؟ وكَّلَه الله عز وجل، وهذا التوكيل ليس توكيلًا لحاجة ولكنه توكيل سلطان وعظمة لأن الرب عز وجل لا يحتاج إلى أحد يعينه، كونه يوكل الملائكة بشيء فليس ذلك على سبيل ايش؟ ليس ذلك على سبيل الحاجة، أنا إذا وكلت أحد قد أكون محتاج إلى هذا لأني لا أستطيع مباشرة العمل لكن الرب سبحانه وتعالى لا يحتاج، إذا أراد شيئًا قال له: كن فيكون لكنه يوكل ذلك توكيل سلطان وعَظَمَة لبيان سلطانه وعظمته وأن كل شيء في خدمته سبحانه وتعالى وفي عبادته.
وقوله: (( الذي وكل بكم )) أي وكله الله إذاً الله وكيل ومُوَّكِل أوَ لا؟ (( وكفى بالله وكيلا )) ومُوّكِل (( فقد وكلنا بها قوما )) وهنا قال: (( الذي وكل بكم )) ولكن ليس كونُه وكيلًا بمعنى أنه مُتَوكل لغيره والـمُوَكِّل أعلى منه كما هو معهود، ولكنه وكيل بمعنى رَقيب على عباده مُهَيْمِن عليهم.
وقوله سبحانه وتعالى: (( يتوفاكم ملك الموت )) هنا مفرد، (( يتوفاكم ملك )) وفي آية أخرى في سياق عام (( حتى إذا جاء أحدَكم الموت توفته رسلنا )) فجمع، وفي آية أخرى: (( الله يتوفى الأنفس حين موتها )) في الزمر فكيف نجمع بين هذه الآيات الثلاث؟ جمع أهل العلم بينهن بأن قوله تعالى: (( الله يتوفى الأنفس )) هذا هو الأصل أن الـمُتَوَفِّى هو الله لأنه مدبر المدبر للشيء، والمدبر للشيء فاعل له كما تقول بَنى الملك قصرًا للحكم، يعني ذهب وجاب الزنبيل وجاب الفارُوع وجاب المِسْحَاة وجاب سطل الماء ورَبَّعَ الطين وقام يشيل على متنِه ويبني الملِك ... ليس الأمرُ كذلك؟
الطلبة: لا.
الشيخ : إذاً معنى بناه أي أمر ببنائه لكن لما كان هذا البناء لا يكون إلا بأمره أُسند إليه، فالله تعالى يتوفى الأنفس ما يكون توفيها إلا بأمره، فأُسنِدت الوفاة إليه، أما قولُه: (( توفته رسلنا )) وقوله: (( قل يتوفــــاكم ملك الموت )) فإما أن يقال: إن (ملك الموت) هنا مفرد مُضَاف .. ملائكة وهذا له وجه في اللغة العربية لكن ليس بصحيح من حيث الواقع، ولكن الواقع أن ملك الموت له أعوان قبل قبض الروح، وأعوان بعد قبض الروح، أعوان قبل القبض يسوقون الروح من البدن حتى تصل إلى الحلقوم، ثم يقبضها، وأعوان بعد ذلك إذا قبضها فهناك ملائكة الرحمة تنتظر هذه الروح بالكفن الذي من الجنة فلا يدعونها في يده طرفة عين حتى يأخذوها ويجعلوها في ذلك الكفن، وإن كان الإنسان بالعكس والعياذ بالله تكون عنده ملائكة العذاب معهم كفن من نار لا يدعونها في يده طرفة عين، نعم فيكون هنا المراد الجمع بينهما أن إسناد الوفاة إلى الرسل إلى الملائكة وهم جمع لأنهم أعوان ملك الموت ... نوع مشاركة في هذا الفعل وملك الموت هو الذي يقبضها إذا بلغت الحلقوم وبهذا الجمع يزول الإشكال ونحن قد بينا كثيرا أن القرآن والسنة ليس فيها تعارض (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )) وأنه إذا رأيت في شيء منهما تعارضاً، فاعلم أن ذلك من سوء فهمك أو قلة علمك، فتدبر وتعلم حتى يتبين لك الأمر نعم
وقوله: (( مَلَكُ المَوْتِ )) مَلَك مفرد مَلَائِكَة أو مُفرد أمْلاك، وهو مُشْتَقٌّ مِن الأَلوُكَة بمعنى الرِّسَالة وعلى هذا فأصله: (مَأْلك) ثم حُوِّل فقُدِّمَت اللام وأُخِّرَت الهمزة فكانت مَلْأَك ثم خُفِّف فحُذِفَتِ الهمزة فصار مَلَك ولهذا إذا جُمِعَ جاءَتِ الهمزة فقيل ملائِكَة ولا يقال مَآلِكَة لأنه صار فيه إعلَال بالتحويل يعني تقديم وتأخير، وهو مِن الألوُكة أي الرسالة، ف(ملك الموت) معناه الذي أُرْسِل أرسله الله عز وجل لِقبض الأرواح كما قال تعالى في آية أخرى: (( توفَّتْه رسلنا وهم لا يفرطون ))، وقوله: (ملك الموت) أضيف إلى الموت لأنه يُمِيتُ الناس بإذن الله فسمي ملك الموت، وقد سمي في بعض الآثار بعِزْرَائِيل ولكنه لم يصِحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أن الذين صح أسماءهم من؟ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، ومالكٌ خازن النار، ورضوان خازن الجنة، منكر ونكير فيه بعض الشيء بعضهم أنكر هذا.
الطالب :...
الشيخ :...بعضهم أنكره وعلى كل حال عزرائيل ما ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام على الرغم من أن هذا الاسم أشهَر أسماء الملائكة عند العامة.
وقوله)) ملَكُ الموت الذي وُكِّلَ بكم )) من الذي وكلَّه؟ وكَّلَه الله عز وجل، وهذا التوكيل ليس توكيلًا لحاجة ولكنه توكيل سلطان وعظمة لأن الرب عز وجل لا يحتاج إلى أحد يعينه، كونه يوكل الملائكة بشيء فليس ذلك على سبيل ايش؟ ليس ذلك على سبيل الحاجة، أنا إذا وكلت أحد قد أكون محتاج إلى هذا لأني لا أستطيع مباشرة العمل لكن الرب سبحانه وتعالى لا يحتاج، إذا أراد شيئًا قال له: كن فيكون لكنه يوكل ذلك توكيل سلطان وعَظَمَة لبيان سلطانه وعظمته وأن كل شيء في خدمته سبحانه وتعالى وفي عبادته.
وقوله: (( الذي وكل بكم )) أي وكله الله إذاً الله وكيل ومُوَّكِل أوَ لا؟ (( وكفى بالله وكيلا )) ومُوّكِل (( فقد وكلنا بها قوما )) وهنا قال: (( الذي وكل بكم )) ولكن ليس كونُه وكيلًا بمعنى أنه مُتَوكل لغيره والـمُوَكِّل أعلى منه كما هو معهود، ولكنه وكيل بمعنى رَقيب على عباده مُهَيْمِن عليهم.
وقوله سبحانه وتعالى: (( يتوفاكم ملك الموت )) هنا مفرد، (( يتوفاكم ملك )) وفي آية أخرى في سياق عام (( حتى إذا جاء أحدَكم الموت توفته رسلنا )) فجمع، وفي آية أخرى: (( الله يتوفى الأنفس حين موتها )) في الزمر فكيف نجمع بين هذه الآيات الثلاث؟ جمع أهل العلم بينهن بأن قوله تعالى: (( الله يتوفى الأنفس )) هذا هو الأصل أن الـمُتَوَفِّى هو الله لأنه مدبر المدبر للشيء، والمدبر للشيء فاعل له كما تقول بَنى الملك قصرًا للحكم، يعني ذهب وجاب الزنبيل وجاب الفارُوع وجاب المِسْحَاة وجاب سطل الماء ورَبَّعَ الطين وقام يشيل على متنِه ويبني الملِك ... ليس الأمرُ كذلك؟
الطلبة: لا.
الشيخ : إذاً معنى بناه أي أمر ببنائه لكن لما كان هذا البناء لا يكون إلا بأمره أُسند إليه، فالله تعالى يتوفى الأنفس ما يكون توفيها إلا بأمره، فأُسنِدت الوفاة إليه، أما قولُه: (( توفته رسلنا )) وقوله: (( قل يتوفــــاكم ملك الموت )) فإما أن يقال: إن (ملك الموت) هنا مفرد مُضَاف .. ملائكة وهذا له وجه في اللغة العربية لكن ليس بصحيح من حيث الواقع، ولكن الواقع أن ملك الموت له أعوان قبل قبض الروح، وأعوان بعد قبض الروح، أعوان قبل القبض يسوقون الروح من البدن حتى تصل إلى الحلقوم، ثم يقبضها، وأعوان بعد ذلك إذا قبضها فهناك ملائكة الرحمة تنتظر هذه الروح بالكفن الذي من الجنة فلا يدعونها في يده طرفة عين حتى يأخذوها ويجعلوها في ذلك الكفن، وإن كان الإنسان بالعكس والعياذ بالله تكون عنده ملائكة العذاب معهم كفن من نار لا يدعونها في يده طرفة عين، نعم فيكون هنا المراد الجمع بينهما أن إسناد الوفاة إلى الرسل إلى الملائكة وهم جمع لأنهم أعوان ملك الموت ... نوع مشاركة في هذا الفعل وملك الموت هو الذي يقبضها إذا بلغت الحلقوم وبهذا الجمع يزول الإشكال ونحن قد بينا كثيرا أن القرآن والسنة ليس فيها تعارض (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )) وأنه إذا رأيت في شيء منهما تعارضاً، فاعلم أن ذلك من سوء فهمك أو قلة علمك، فتدبر وتعلم حتى يتبين لك الأمر نعم